قبل أكثر من خمسين عاماً كنت أمر من سوق الصغير (وهو السوق الكبير) وفيه كل ما يحتاجه البيت من الى فأقرأ اللوحة (د. صفيه الخطيب) فأقول في نفسي (كيف وصلت بنت مكةالمكرمة؟ وأين درست الطب وكيف كانت تختلط بالزملاء والصداقات وهو امر طبيعي وعادي في أوروبا وفي البلاد العربية، وتمر الشهور والسنين ونرى د. قابل والدكتورة ثريا احمد عبيد والتي قالت في ليلة تكريم حبيبي وتاج راسي الاستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة لها في أمسية تكريم الاثنينية لها قال والدي بنت الرجال تجلس بين الرجال وهي واثقة من نفسها، وهذه د. هتون بنت الحبيب أجواد عبدالله الفاسي تظهر بالمحرمة والمدوّرة .. وهذه الاستاذة د. مها بنت شقيقي محمد رحمه الله التي درست اصعب التخصصات وحازت ارفع الدرجات واستحقت تقدير اساتذتها وزميلاتها.. وانني أرى أن الفضل في استمرار دراستها مع وجود الاولاد والبنات معها يعود الى زوجها المكرم المحترم الابن غازي فلفلان، وان كانت هي بذلت جهوداً مضنية فانه هو كذلك صبر وتحمل عنت العيال وهذه حالة نادرة بين رجال اليوم فله من الله الفضل انه لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وقرأت بعكاظ يوم 25/5/1433ه عنواناً بالبنط الاسود الكبير (الخياط تمثل المملكة في معرض جنيف الدولي للاختراعات) ولفظة الاختراعات تصل الى أكثر من عشر مواد .. وعندما كان الشقيق د. حسن رحمه الله بعد اجتيازه رسالة الدكتوراه بامتياز الى ما كان يطمح اليه مشاركة كبار الاساتذة المشهود لهم بالعبقرية وموافقة استاذه بروفيسور HOBA لاختراع يحقن به المصاب في الفقرات بقدر الاعاقة وعاجلته المنية وهو في أوج نشاطه مع المشاركين في ذلك الاختراع، وكان يخرج ليواجه مصاريف زوجته وبنته رشا وابنه ماجد يوما في كل أسبوع من ايراد عيادته ليوم واحد ليعود لمواصلة البحث، وتوفى وهو يشرب كأس الشاي على كرسيه وهو يطالع النشرات الطبية وكانت فجائية وفاته حدثا كبيراً في العائلة كلها وخاصة (زوجته ورشا وماجد) الذين تغدى معهم ومنتظرين ان يشرب كوب الشاهي فيما يكمل مطالعة النشرات ليخرج معهم كالعادة كل أسبوع الى السوق لقضاء ما يلزمهم واعادتهم الى المنزل ليرجع الى رفقائه UNDER THE GROUND لمواصلة التجارب وهكذا كانت حياته (طموح * طموح) حتى وافاه الأجل المحتوم، وجاء اخي عبدالله من امريكا فيما سافر الاخ هاشم والابن طارق ورجعوا بالصندوق على نفس الرحلة السعودية التي حجز عليها والجميع يردد (إنا لله وإنا إليه راجعون) وصلينا عليه في البيت ثم في الحرم ثم في مقابر الحجون، والشكر لله ثم للأخوين الشقيقين الاستاذ عبدالله والاستاذ هاشم على مواصلة العناية بزوجة د. حسن وبنته رشا وابنه ماجد، وأعود الى د. مها وزوجها الاخ غازي الذي تحمل القدر الكبير حتى تمكنت من مواصلة الدراسة بتفوق ونجاح كبيرين حتى أصبحت وكيلة معهد البحوث العلمية واحياء التراث الابداعي الاسلامي، وهذه الاستاذة د. عالية هاشم عبدالغفار رئيسة قسم الجراحة بمستشفى الزاهر بمكةالمكرمة وتحاول ان تتحدى النقص الذي تواجهه بقسم العمليات والطوارىء بكل ما تملك من جهد لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى على أمل أن تتعدل الأمور غداً إن شاء الله وهكذا وهي الحاصلة على زمالتين (العربية والبريطانية لعام 1996م) ونسأل الله ان يوفق بنت مكةالمكرمة لخدمة أبناء مكةالمكرمة وكذلك كان أهلها وأجرها على الله.