كنا نفرح بالمطر ونغني (يامطرة حُطي حُطي) ونضع القدور لنجمع فيها ماء المطر ليطبخ به الرز والعدس ونغسل به وجوهنا فنشعر بأننا نغسل بغير الماء العادي (إنه حديث عهد بالسماء) وقديما سئل أحد علماء مكةالمكرمة - رحمه الله - عمن يقف تحت ميزاب الكعبة وقت نزول المطر ليشرب فرد - رحمه الله- انه ماء مبارك بنص القرآن (وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً ) وفي آية أخرى (للذي ببكة مباركاً). وبذلك فالماء المبارك نزل على البيت المبارك - ولا بأس أن يشرب منه بقصد البركة ..وبمناسبة سيل الأربعاء 22/2/1368ه والذي أحدث أضراراً جسيمة أذكر أنه قبل أكثر من ثلاثين عاما كان أحد الدارسين السعوديين بأسبانيا ثلاث سنوات عايش أثناءها هطول أمطار غزيرة ورأى بعينه كيف تنزل سيارة الدفاع المدني الضخمة وسط السيل وتشفط المياه وتبخرها في الهواء وكأن شيئاً لم يكن وقال لي سعادة الدكتور هاشم حسن عبدالغفار وكيل وزارة الصحة الأسبق (إنك يا أخ عبدالرحمن لو وضعت ماء في قدر من النحاس وأوقدت تحته النار فاذا فاح الماء فإنه يتبخر شيئاً فشيئاً إلى أن ينتهي) وهذه تجربة عملية علمية وأعود إلى ذلك الشخص الذي كان في أسبانيا ( إنه أهدى الفكرة لمن كان في تلك الفترة على رأس جهاز أمانة جدة) وأما الأخ المهندس الشيخ علي صالح رجب - رحمه الله -فإنه بعد تقاعده من عمله بالمحكمة الكبرى بمكةالمكرمة جمع تحويشة عمره وغادر المملكة وعاش في سويسرا واشترى باخرة نقل وكان يفكر في مشروع استجلاب المياه العذبة من السحب وعاجلته المنية وقبر المشروع ، وفي تلك الفترة كان سمو الأمير محمد الفيصل يفكر في جلب جبال الثلج وفعلاً ولد المشروع ووصلت أول باخرة ، وتبخر المشروع ، ولكن سعادة الأستاذ د. عمر سراج أبو رزيزة قال في محاضرة له بمنتدى سعادة الأستاذ علي أبو العلا- رحمه الله - إن مخزون المياه بطبقات الأرض الجوفية بوادي نعمان غزير جداً من مياه الأمطار وبالإمكان الاستفادة منه عند الاقتضاء) فمتى يا ترى نصحو؟ إنها صرخة. آمل أن يسمعها أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل زاده الله إيمانا وقوة ولسعادة وكيله المكرم الأستاذ د. عبدالعزيز الخضيري جزيل التقدير والسلام.