تعود أخي الغالي الاستاذ عبدالله (ولو لأيام قليلة) أن يتصل بي (وبأخي محمد واختنا الشقيقة رحمهما الله، واذا عاد من السفر يتصل كذلك، وبالنسبة لتوجيه الأبناء فهو معهم الى الثانوية وبعدها يترك لهم حرية الاختيار (ليحققوا ما نريده فهم وما يريدون هم)، وبجريدة المدينة في 28/7/1430ه ايدت الاستاذة نجاح الظهار هذه النظرية بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة، وقديماً عايشت مع الصديق الاستاذ حمزه الجعلي رحمه الله قضية ابنه معتصم الناجح من الثانوية العامة قسم علمي، والذي اختار له سعادة وكيل الوزارة آنذاك الاستاذ عبدالوهاب أحمد عبدالواسع (دراسة الطب بألمانيا براً بود والده) فسافر اليها ضمن غيره، وبانتهاء دراسة اللغة الألمانية وانتظامه بالعام الأول بكلية الطب وادائه الامتحان كتب لوالده رسالة جاء فيها (ابي.. لم أُخلق لأن أكون طبيباً ولكنها رغبتك وقد أخفقت هذا العام وسوف أعيده راجيا الدعاء) وأطلعني على رسالة ابنه فسألته وما هي رغبته، فأجاب انه يرغب دراسة الهندسة المعمارية، فقلت له اتصل الآن يا أبوعرب بالابن وبالاستاذ عبدالله بوقس الملحق الثقافي للعمل على تغيير التخصص ففعل رحمه الله وأصبح ابنه من أنجح زملائه (وهذه قصة من الواقع) وعلى عكس ذلك كان أخي حسن رحمه الله (يرغب دراسة الطب) ولم يكن قد ضُمّ الى البعثات الحكومية وحضر الى المملكة في اجازة الصيف، فارتأى الأخ الاستاذ عبدالله أن نطلع الطائف لمقابلة معالي وزير المواصلات الاستاذ محمد عمر توفيق وقصدنا بالطائف منزل معاليه، وبعد تناول الغداء وعلى فنجان الشاهي فتح الأخ عبدالله الموضوع فقال معاليه ان في امكاني وصلاحيتي اصدار الموافقة لدراسة الهندسة (فنظر الاخ عبدالله الى حيث يجلس الأخ حسن لأخذ رأيه في ذلك فقال (لا أرغب سوى دراسة الطب فإن كان الوالد لم يستطع مواصلة تكاليف دراستي فهو معذور وقد بذل الكثير فإنني أقدر ذلك وسوف أعمل هناك لأحصل على التكاليف) ولما سمع معاليه اصرار أخينا اقترح أن يتفق ومعالي الشيخ حسن آل الشيخ في عرض القصة على أنظار جلالة الملك فيصل طيب الله ثراهم جميعاً وكانت محصلة ذلك موافقة جلالته على ضمه للبعثات السعودية (ولقضاء الحاجات أوقات) وتحقق لأخينا رحمه الله ما يصبو إليه فحقق بشهادة معالي السفير السعودي الاستاذ عباس غزاوي وشهادة الملحق الثقافي نجاحاً باهراً الى اتمام الدراسة والماجستير والدكتوراه، وبعد كان يطمح الى ما فوقها فوافقه استاذه الكبير دكتور HOOBA على المشاركة في اختراع مصل يعالج الأوردة الدقيقة في العمود الفقري (النخاع) الذي وصفه لي الاستاذ البروفيسور حسّان محمد يحيى رفه بأنه يشبه كابل الكهرباء وفيه عدة أسلاك (لكل منها اختصاص في حالة وقوع الحوادث وهو اختراع غير مسبوق في ذلك الوقت وكان اخونا يصبو الى تحقيق ونجاح المصل واطلاق اسم خياط KHAYYAT عند نجاحه ولكن المنية عاجلته وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.