عزيزتي منار: لقد أردت - يا عزيزتي - أن أرد عليك من أول رسالة كتبتيها ولكن الظروف حالت بيني وبين الرد على رسائلك وانا معتزة بكل كلمة وردت في سطور هذه الرسائل لأنها تتكلم عن واقع مجتمعنا ..ومن أجل ان يستفيد منها هذا المجتمع. وانه لحق ياعزيزتي انه في مجتمعنا بعض العادات التي لا نجني منها فائدة غير الاسراف والتبذير ..والاجتماعات على شيء لا يرفع من مستوى بلادنا كما ذكرت في رسالتك الثانية عن تلك الارملة التي تريد ان تساير بعض هذه العادات رغم كونها مخالفة لسنة الرسول الكريم فاليك ما فعلته فاطمة بنت رسول الله رضى الله عنها عندما توفي والدها ..لقد اقامت الحداد عليه ثلاثة أيام فقط وقد اتت في اليوم الثالث بالحنة والطيب وجمعت أفراد أسرتها ثم امرتهن أن يتطيبن من ذلك ويترحمن على من ذهب للرفيق الأعلى. وليتنا ياعزيزتي نتبع هذا السلوك الطاهر المجيد .. ولكن ! نبالغ ونزيد في المبالغة من عشرين إلى أربعين ويطول ذلك إلى أن نعمل للموت أحوالاً أي (حول) وكل ذلك بقصد الاجتماع - ياعزيزتي !!- وخوفا من أقوال الناس، ما ذا تقول فلانة علينا؟ وماذا تقول علانة؟!. في حين أن أطفال الميت وزوجته وأسرته يكونون في أمس الحاجة إلى كل قرش يصرف على هذه الولائم ثم إذا كانت هذه الولائم تقام من باب الصدقة.. فإن الصدقة يجب أن تقدم لمن هم في حاجة إليها. ولكن هل بإمكاننا اصلاح هذه القواعد والعادات؟ نعم.. اننا نستطيع اصلاحها اذا ادركنا انها لاتفيدنا ولا تفيد اجيالنا القادمة. عزيزتي منار : أرجو المزيد من رسائلك كي استفيد منها انا وانت وجميع سيدات مجتمعنا ولكي تنيري الطريق لنسير جميعا على ضوئه في هذه الحياة. وإلى اللقاء في الرسائل القادمة إن شاء الله . نجلاء سقاف