اختتم باسطنبول أمس الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية تركيا على مستوى وزراء الخارجية والتي رأس الجانب التركي فيها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وفي كلمته خلال الاجتماع أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي بدور جمهورية تركيا الفعال والمتميز في دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني وما تبذله من تعاون مستمر في معالجة قضايا المنطقة على أساس من الحكمة, وبما يعزز الأمن والاستقرار وفقاً للمنظور العربي في تناول هذه القضايا ودون تدخل في الشؤون الداخلية . وقال سمو الأمير سعود الفيصل إن هذا الاجتماع ينعقد وسط ظروف وتطورات إقليمية ودولية دقيقة ، بدءاً بقضية الشرق الأوسط وتعثر عملية السلام ومروراً بتطورات المنطقة العربية وما تشهده بعض الدول العربية من تأجيجها للفتنة الطائفية بدعم ومؤازرة من الخارج .. وانتهاء بأزمة الملف النووي الإيراني .. وتداعياته على أمن وسلامة المنطقة والعالم . وأكد سموه أن علاقات دول المجلس وتركيا تنطلق على أسس من الأخوة والصداقة الراسخة وبحكم الجوار الجغرافي والضوابط التاريخية والثقافية العميقة التي تربط بينهم ، وقد أسهم في توثيق تلك العلاقات الرغبة المشتركة في ترجمة تلك الروابط والوشائج إلى برامج عملية لتعزيز التعاون بين الجانبين في جميع المجالات وعلى النحو الذي يحقق المصالح الحيوية والمشتركة لكل منهما ، مشيراً إلى أنه تم لهذا الغرض الاتفاق على آلية الحوار الإستراتيجي ، والتوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بذلك في الاجتماع الوزاري المشترك الأول الذي عقد في 2 سبتمبر 2008م في جدة بالمملكة العربية السعودية . وأضاف سموه أن الاجتماع الذي عقد باسطنبول في يوليو 2009م تم خلاله وضع الأسس العملية للحوار الإستراتيجي ، كما تم في اجتماع الكويت في أكتوبر 2010م ترجمة ما اتفق عليه الجانبان إلى خطة للعمل المشترك للعامين 2011-2012م . وأوضح أنه تنفيذاً لخطة العمل هذه اجتمعت العديد من اللجان وفرق العمل المشتركة بمجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها من مجالات التعاون المثمر ، حيث أسهمت هذه الاجتماعات بالفعل في تعزيز التعاون بين الجهات المختصة في دول مجلس التعاون ونظيراتها في الجمهورية التركية . وأكد سمو وزير الخارجية أن خطة العمل تلك لم تقتصر على تعزيز العلاقات الرسمية فقط ، بل عملت على تعزيز العلاقات بين الشعوب وذلك بتشجيع التواصل وزيادة التبادل الثقافي والسياحي ، وقد تم لهذا الغرض عقد العديد من اللقاءات بين المسؤولين في مجالات الثقافة والسياحة من الجانبين وجرى اتفاق على عقد احتفاليات ثقافية لمجلس التعاون في تركيا خلال عام ، مبيناً أن كل ذلك يعود على دول وشعوب المنطقة بالخير والتوفيق والرفاه.