أكد وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي الأمير سعود الفيصل، أن علاقات دول مجلس دول التعاون الخليجي وتركيا تنطلق على أسس من الأخوة والصداقة الراسخة وبحكم الجوار الجغرافي والضوابط التاريخية والثقافية العميقة التي تربط بينهم، مضيفا أن الرغبة المشتركة في ترجمة تلك الروابط والوشائج إلى برامج عملية لتعزيز التعاون بين الجانبين في جميع المجالات وعلى النحو الذي يحقق المصالح الحيوية والمشتركة لكل منهما أسهم في توثيق تلك العلاقات، مشيرا إلى أنه تم لهذا الغرض الاتفاق على آلية الحوار الإستراتيجي، والتوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بذلك في الاجتماع الوزاري المشترك الأول الذي عقد في الثاني من سبتمبر عام 2008 في جدة. وأشاد خلال كلمته في الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا على مستوى وزراء الخارجية الذي اختتم أعماله بإسطنبول أمس، بدور تركيا الفعال والمتميز في دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني وما تبذله من تعاون مستمر في معالجة قضايا المنطقة على أساس من الحكمة، وبما يعزز الأمن والاستقرار وفقا للمنظور العربي في تناول هذه القضايا ودون تدخل في الشؤون الداخلية. وقال الأمير سعود الفيصل إن الاجتماع ينعقد وسط ظروف وتطورات إقليمية ودولية دقيقة، بدءا بقضية الشرق الأوسط وتعثر عملية السلام ومرورا بتطورات المنطقة العربية وما تشهده بعض الدول العربية من تأجيجها للفتنة الطائفية بدعم ومؤازرة من الخارج، وانتهاء بأزمة الملف النووي الإيراني وتداعياته على أمن وسلامة المنطقة والعالم. وأضاف أن الاجتماع الذي عقد بإسطنبول في يوليو 2009 تم خلاله وضع الأسس العملية للحوار الإستراتيجي، كما تم في اجتماع الكويت في أكتوبر 2010 ترجمة ما اتفق عليه الجانبان إلى خطة للعمل المشترك للعامين 2011-2012. وأوضح الأمير سعود الفيصل أنه تنفيذا لخطة العمل هذه اجتمعت العديد من اللجان وفرق العمل المشتركة بمجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها من مجالات التعاون المثمر، حيث أسهمت هذه الاجتماعات بالفعل في تعزيز التعاون بين الجهات المختصة في دول مجلس التعاون ونظيراتها في تركيا. وأكد أن خطة العمل تلك لم تقتصر على تعزيز العلاقات الرسمية فقط، بل عملت على تعزيز العلاقات بين الشعوب وذلك بتشجيع التواصل وزيادة التبادل الثقافي والسياحي، وتم لهذا الغرض عقد العديد من اللقاءات بين المسؤولين في مجالات الثقافة والسياحة من الجانبين وجرى اتفاق على عقد احتفاليات ثقافية لمجلس التعاون في تركيا خلال عام، مبينا أن كل ذلك يعود على دول وشعوب المنطقة بالخير والتوفيق والرفاه. يذكر أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ترأس الجانب التركي في الاجتماع.