في جلسة تاريخية بكل المقاييس انطلقت أمس أول جلسات مجلس الشعب المصري المنتخب ديموقراطياً بعد الثورة حيث جاءت تشكيلة البرلمان باغلبية واضحة للإسلاميين بتياراتهم المختلفة ومشاركة أخرى لكل الأطياف. وقد انتخب المجلس مرشح حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني رئيساً للمجلس بأغلبية 399 صوتاً..وقد حرص الكتاتني في أول كلمة له أن يوجه تحية خاصة للجيش وللمجلس العسكري الحاكم وقال ان الجيش قد أوفى بما وعد به ..وهذه التحية وإن كانت بروتوكولية إلا أنها ذات دلالة خاصة في رسم العلاقات المستقبلية بعد أن تردد لدى قطاع كبير أن جماعة الاخوان المسلمين سوف تصطدم بالجيش وأنها الأحرص على عودته إلى ثكناته بل محاكمته على مقتل بعض الثوار. وبهذه الخطوة يكون البرلمان قد استعاد التشريع من المجلس العسكري أو السلطة الانتقالية وتبقى أمام المجلس الآن تسليم السلطة التنفيذية إلى رئيس منتخب وتم تحديد يونيو لانتخابات الرئاسة ..وبعد انتخاب الرئيس سيقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب. ولكن رغم ذلك هناك من يشكك في أن الجيش والذي كان الحاكم الفعلي على مدى الستين عاماً الماضية سيتخلى عن السلطة ..ولكن الجيش من جانبه أكد حرصه على تسليم السلطة وفق ما هو مبرمج ..على كل يونيو ليس ببعيد ووقتها ستنجلي كثير من الحقائق فإما أن أصبح لمصر رئيس جديد أو يتعثر المرور إلى الوصول إلى هذه النقطة الحاسمة ليكون لهذا الموقف وقتها ما بعده.