دأب الرفاق في ملتقى الأحبة المكي لصاحبه الديناميكي سعادة الأستاذ عبدالحميد بن محمد أمين كاتب على تخصيص جزء من برنامج الملتقى للتجوال في ربوع بلادنا الغالية للاطلاع على النهضة الشاملة التي تعيشها مدن المملكة ومحافظاتها ونقلها بأمانة ومصداقية للآخرين ولمشاهدة الآثار الخالدة في تلك المناطق وفيها الضارب في عمق التاريخ حتى قبل الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل وأزكى الصلاة والسلام. وكما عُرف من الأهداف السامية والوطنية لتلك الرحلات هو الإطلاع على الحضارة التي سجلها التاريخ على هذه الأرض الطيبة لتحكي للاجيال المتعاقبة الكنوز الذهبية للتراث والآثار وان كان هذا العنوان التراث والآثار محور جدل عقيم اصاب التطلع الحضاري لها في مقتل بسبب الشد والجذب نحو مشروعية الاحتفاظ بهذه الآثار والبحث عنها وتسجيلها وتعريف مواقعها لما لها من فائدة عظيمة للاجيال المتعاقبة ولتنمية السياحة في المملكة ولأن هذه الرحلات التي يقوم بها أعضاء ملتقى الأحبة قد جابت مملكتنا الغالية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً فقد كان نصيب منطقة القصيم حظاً وافراً من هذه الرحلات وهي التي قال عنها الشاعر: ديرتي منبت غضا ديرتي أنا القصيم ديرتي غرب دهنا ديرة النخل الهضيم ديرتي جنوبها مصدر الفخر الحشيم أقصد رياض البنا والولاء ما هو ثليم إلى أن قال: اسياد والعزة لنا ابطال ياعيال القصيم قصيمنا هو فخرنا للمملكة سد عظيم بهكذا ولاء وهكذا عشق لتراب الأرض وتراثها وتاريخها يجب على كل أبناء مملكتنا الغالية السعي الحثيث بهذا الجانب الحضاري والإنساني حتى انني انتقدت اخواني في الملتقى لانهم شدو الشنط وركبوا الطائرات وتجولوا في العديد من المدن والمحافظات ولم يبادروا إلى تخصيص زيارات للأماكن الاثرية ومنها الآثار الإسلامية الخالدة في مهبط الوحي مكةالمكرمة وما حولها وفي مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصاً وان هناك الكثير من هذه الآثار أصبح آثراً بعد عين بحجج غير مفهومة وتعود بي الذاكرة قليلاً إلى الوراء عندما انكر أحدهم موقع غار حراء في جبل النور والذي كان يتحنث فيه سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم وافاد لافض فوه أن الموقع الصحيح هو الجبل المقابل لهذا الجبل وكذلك الشد والجذب حيال موقع ولادة الهدى صلى الله عليه وسلم وما طولب به لإزالة هذا المعلم الإسلامي المهم لولا بعد نظر جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه صاحب العلوم الشرعية والإنسانية كما هو حال ملوكنا الاخيار لهدم هذا المعلم ، فما ذنب تاريخنا الإسلامي لجهالة بعض الحجاج والزوار للأعمال المجافية للعقيدة الصحيحة. وهم في الأصل يحتاجون إلى من يعدل مسارهم الفكري في بلدانهم وهم قلة قليلة ودورنا توعيتهم وارشادهم إلى النهج الإسلامي الصحيح واتذكر انني اقترحت في مقال سابق بضرورة إنشاء تلفريك عصري وتركيب شاشات عرض أسفل جبل النور بعدة لغات لتعليم مرتادي هذه الأماكن الإسلامية عن البعد عن الشركيات واخذ العبرة والعظة عن ما كان عليه حال من ارتبط اسمه صلى الله عليه وسلم مع خالقه سبحانه وتعالى (أشهد أن لا إله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله). ولان الكتابة في هذا الجانب تحتاج إلى مجلدات وليس مقالاً أو عدة مقالات فإني أهيب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار ان يعطي المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة بعضاً من خطط برامج الهيئة ولا اخال سموه الكريم الا فاعلاً كما اتمنى على سموه الكريم ان يدعم مثل هذه الجهود المباركة للإطلاع على آثارنا الخالدة سواء في ملتقى الأحبة أو غيره من الجهات لتصبح الضيافة الدينية هي ما تحقق في هذا العهد الزاهر كما قال أمير النهضة والتطوير خالد الفيصل وليتنا نستغل هذا الحراك الحضاري والعمراني في المدينتين المقدستين لاعطاء المواقع الآثرية جزءاً من الاهتمام والذي سيسجل لفاعليه الأجر والمثوبة بمشيئة الله تعالى سواءً مواقع الغزوات الإسلامية أو المواقع التي تحكي قصص سجلنا الإسلامي الناصع والمعارك الحربية التي غيرت وجه التاريخ بالبعثة المحمدية. وما أود الاشارة إليه ايضاً وهو ما نقله أعضاء الرحلة في الملتقى ان العديد من أهالي القصيم رحبوا بالوفد ترحيباً عظيماً واكرموهم كرماً حاتمياً واطلعوهم على الآثار الخالدة في منطقة القصيم وخصصوا لهم مرافقين على مدار الساعة بجهد وطني صِرف وكأني بهم يسعون إلى ترسيخ مفهوم مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في هذه الجوانب جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية الحكومية فليت القوم يحاكون هذه المشاركة الوطنية لأهل القصيم العظماء. ومن اراد الاستزادة عن هذه الزيارة يمكنه الرجوع إلى موقع ملتقى الأحبة الإلكتروني والذي لم يدشن بعد. واتمنى على اثرياء مكةالمكرمة والمدينة المنورة المساهمة في ترسيخ هذا البعد الحضاري والمشاركة الوطنية ويقيني ان الدعم المعنوي وحتى المادي سيجدونه من أصحاب القرار كما هو حال أبناء منطقة القصيم مع العاصمة الإدارية لمنطقتهم بريدة مروراً بعنيزة والرس والمذنب والبكيرية والبدائع والشماسية والاسياح ورياض الخبراء وعيون الجواء والنبهانية والأجمل كما روى الأحبة أعضاء الرحلة ان نادي القصيم الأدبي له مساهمات هامة وايجابية في تطوير الحراك الحضاري في المنطقة ولم يقتصر على مجرد طق الحنك والبرامج الموقوفة التنفيذ ومن صاحب السيادة في هذا الموقع أو ذاك. وعلى الله قصد السبيل.