سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز تاريخ مكة إشعاع معرفي عالمي أكاديمون في جامعة أم القرى:
الثقفي: يستقطب الباحثين للتنقيب في تراث أم القرى
الدهاس: مكة المكرمة بحاجة إلى جمع الكنوز التاريخية
اعتبر عدد من الأكاديميين في جامعة أم القرى ، إنشاء مركز تاريخ مكةالمكرمة ومقره جامعة أم القرى ، وتشرف عليه دارة الملك عبدالعزيز، محطة مهمة في تاريخ أم القرى ، لما تتمتع به الأرض المقدسة من دلالات وأبعاد دينية وعلمية عظيمة كونها مهبط الوحي ، وقبلة المسلمين. واكد عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة ، الدكتور عادل بن محمد نور غباشي ان مكةالمكرمة احب بلاد الله إلى الله ، وتاريخها ثري بمعطياته الحضارية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وتظهر لنا صورة مشرقة لتاريخها الحضاري بقدوم ابراهيم الخليل عليه السلام وتركه لابنه اسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام للاقامة فيه ، وقد توجه بعد ذلك إلى الله بالدعاء : (ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون). وقد أكرم الله مكةالمكرمة كذلك بظهور دين الاسلام من أرضها على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اشع نوره ليضيء الأرض كافة ومن هذا المنطلق تظهر أهمية انشاء مركز تاريخ مكةالمكرمة بهذه الأرض المباركة المقدسة لينهل من معينه الباحثون والعلماء والمختصون ويبرز الجوانب التاريخية العديدة التي لم يتم الكتابة فيها. أقدس بقعة ويقول عميد شؤون المكتبات بالجامعة الدكتور عدنان بن محمد الحارثي : ان العناية بتاريخ مكةالمكرمة عناية بأقدس بقعة على وجه الأرض وتتميز ان تاريخها من أكثر المدن تفاعلاً بالمحيط الثقافي الواسع وهو المحيط الاسلامي لذا نجد أن تاريخ مكةالمكرمة يتميز بالتنوع الحضاري والثقافي بدءاً من العمارة مروراً بالملابس والأكل وغير ذلك من المظاهر الحضارية المختلفة وفوق ذلك السمة العلمية التي تميزت بها مكةالمكرمة عبر العصور الاسلامية خاصة في العلوم الشرعية حيث كانت مكةالمكرمة ملتقي الفقهاء والعلماء وعبر التاريخ ا لطويل ظلت مكةالمكرمة أرض صناعة العلم والعلماء وكان حرمها الشريف المكان الرئيسي الذي كان يتم فيها التعلم والتعليم وتبادل المعارف المختلفة. ويؤكد الدكتور فواز بن علي الدهاس ان انطلاق التاريخ الاسلامي كان من مكةالمكرمة ثم هجرته صلى الله عليه وسلم منها إلى المدينةالمنورةومكةالمكرمة بشعابها واوديتها وسهولها وجبالها تختزن تاريخاً ضخماً لهذه الأمة لأنها شهدت انطلاقة الدعوة المحمدية وفي العصور المتأخرة بقيت مكةالمكرمة تتميز بدورها القيادي بالرغم من انتقال مركز الثقل السياسي عبر العصور الاسلامية من المدينةالمنورة إلى دمشق ثم بغداد، فمكةالمكرمة بهذا الدور والمكانة كانت تشكل الهاماً واهتماماً من قبل مؤرخي المسلمين الذين تسابقوا إلى الرصد التاريخي لها اذ تمتعت مكةالمكرمة بقدر كبير من الاستقلال السياسي والتنظيم الاداري والنشاط التجاري في الفترة التي سبقت دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمر الذي جعلها تختلف بل وتتميز عن مدن الجزيرة العربية وهذا المشروع البحثي انما صادف رغبة وحاجة لدى المكيين الذين يرون ان مدينتهم في حاجة ملحة إلى جمع وتصنيف كل ما يتعلق بتاريخها السياسي والاجتماعي والاقتصادي فهي مدينة للعلم الاسلامي وهي مدينة عالمية اذ يلحظ الباحث اهتمام مؤرخي المسلمين على حب مكةالمكرمة . دراسات وأبحاث ويشير أ.د يوسف بن علي الثقفي أستاذ التاريخ الحديث بقسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية بجامعة أم القرى إلى أن انشاء مركز تاريخي بالجامعة يتبع دارة الملك عبدالعزيز ، له دلالات وأبعاد دينية وعلمية فمن ناحية يوضح مدى حرص القيادة الحكيمة وعنايتها بتاريخ وتراث أقدس بقعة في الأرض مكةالمكرمة منبع الرسالة المحمدية وقبلة المسلمين ، ومن ناحية أخرى سيكون لهذا المركز التاريخ دور بارز في استقطاب الباحثين والمؤرخين وطلاب العلم للدراسة والبحث والتنقيب لاسيما وأن مكةالمكرمة يوجد بها مكتبة مكة ومعهد البحوث والتراث الاسلامي ، وفيها المئات من المخطوطات والكنوز العلمية التي سيكون لهذا المركز التاريخي بوسائله وامكاناته الدور البارز في اخراجها للعالمية، فضلاً عن ما تحتويه مكةالمكرمة من آثار اسلامية ومكتبات خاصة تنتظر مزيداً من الدراسة والبحث. اهتمام بالتاريخ وتضيف وكيلة رئيس قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية د. لمياء بنت أحمد شافعي لا شك أن فكرة إنشاء مركز متخصص في تاريخ مكةالمكرمة تشرف عليه دارة الملك عبدالعزيز وتحتضنه جامعة أم القرى يعني الاهتمام الشامل بكل ما يتعلق بتاريخ مكةالمكرمة الاسم والمكان والمكانة والزمان منذ بدء الخليقة وحتى وقتنا الحالي والرؤى المستقبلية لمكةالمكرمة من خلال الأبحاث والدراسات المتخصصة التي ستوفر ما نحتاج إليه من تاريخ هذه الأرض المقدسة، كما يعني لنا كون هذا المركز في صرح جامعة أم القرى بأنه سيعايش الحياة المكية بكل زخمها وثرائها على مدار اللحظة الزمنية المعايشة وأن أبحاثه ستحكها النظرة العلمية الثاقبة من علماء ومفكرين وباحثين وأكاديميين. وليس بغريب على دارة الملك عبدالعزيز والرئيس الفخري صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهي دار العلم وأهله والمحتضنة لشتى الجهات العلمية ومنها رعايتها الدائمة لجمعية التاريخ والآثار، بدول مجالس التعاون الخليجي أن توفر الدعم والرعاية لهذا المركز الجديد بالاهتمام في تاريخ البلد الحرام ليحقق ثماره المنشودة.