أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث الخيرية رئيس اللجنة العليا للجائزة ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اسم الفائز بجائزة الانجاز مدى الحياة تقديرا وعرفانا لجلائل أعماله في تطوير التراث العمراني السعودي والعربي والإسلامي في داخل المملكة بل وخارجها أيضا وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وذلك لما قدمه من عطاء مخلص لا يزال متصلا – بحمد الله – لرفعة هذا الوطن وتقدمه لا يمكن أن ترقى إليه جائزة او أي نوع من التكريم. وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل توزيع جوائز الدورة الرابعة لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني والذي استضافته جامعة الدمام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة أن المملكة تنظر للتراث العمراني كاستثمار للمستقبل كما هو دائم مصدر للاعتزاز، مشيرا إلى أننا اليوم ننظر لمواقع التراث بأنها آيلة للنمو والاستثمار، وليست آيلة للسقوط كما كانت تسمى سابقاً. وقال «ننظر لتراثنا العمراني كاستثمار للمستقبل، كما هو دائماً مصدراً لاعتزازنا، فهو استثمار في شباب هذا البلد الذي نريده مرتبطا بجذوره وبهويته الوطنية، نحن نريد استثمار مواقع التراث العمراني في إعادة إحياء تاريخنا المجيد، وإخراج هذا التاريخ من بطون الكتب، لتتحول المواقع التراثية المنتشرة عبر أرجاء بلادنا الشاسعة إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وأسرته وشباب الوطن تاريخ وحدتهم الوطنية العظيمة، التي انطلقت من هذه القرى والبلدات المتناثرة عبر صحارى وجبال وشواطئ بلادنا الغالية». وذكر سموه بأن لكل مواطن وأسرة وبلدة مساهمة في بناء هذا الوطن منذ تأسيسه تحت راية المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ومن واجب الجميع إعادة الحياة في هذه المواقع التي تشكلت فيها شخصياتنا وقيمنا، وانطلقت منه وحدة وطننا الذي نعيش تحت ظلاله سعداء آمنين مطمئنين ولله الحمد. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الدولة تقوم اليوم ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وشركائها في قطاعات المناطق والبلديات والوزارات والمؤسسات الحكومية والتمويلية بالعمل على استدراك ما يمكن استدراكه، وبث الحياة في المواقع، والأهم من ذلك، بث روح الانتماء والاهتمام في المواطن للمحافظة على هذا التراث العظيم والمبادرة لاستثماره والاستمتاع به كجزء من حياتنا ومستقبلنا للأجيال القادمة. من جهته قدم معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي في كلمته في الحفل الشكر لكافة القائمين على الملتقى وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان، متمنياً أن يسهم التعاون بين هيئة السياحة والأمانة في تطوير عملية المحافظة على كنوز التراث العمراني الوطني بالمملكة وتعزيز الهوية العمرانية التراثية المحلية في كافة المدن. ووصف الملتقى ب»الهام»، موضحاً بأنه يجتمع فيه كافة المسؤولين من قطاعات إدارية وأكاديمية ومن القطاع الخاص وكافة المهتمين لتبادل الخبرات ومناقشة التطورات الخاصة بأحد أهم الكنوز الوطنية «التراث العمراني» الذي يعتبر حلقة الوصل الملموسة بين حاضرنا وماضينا ومنه نتعلم ما صنعه أجدادنا لكي نستوحي منه كيف نبني مستقبلنا. وأوضح أمين المنطقة الشرقية بأن هناك تحولات جذرية في طبيعة المدن العمرانية فالمعالم العمرانية هي إفراز طبيعي للتفاعلات الحضارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مبيناً أن النمط العمراني في المدن المطلة على الخليج العربي بشكل عام قد مر بمرحلة تحول جوهرية بعد اكتشاف النفط وحدوث طفرة الثروة البترولية مما جعل هذه المدن تتسارع في النمو العمراني والتوسع لتواكب التضخمات الاقتصادية والسكانية ولكن هذا التضخم قد أثر بشكل كبير على الهوية العمرانية والطرز المعمارية المتوارثة في هذه المدن مما شكل أنماطا عمرانية مشتتة ولا تنتمي لهوية المجتمعات في هذه المدن، وقال: مع الأسف الشديد تم إزالة الكثير من معالم التراث العمراني وخاصة في أواسط المدن القديمة بهدف توسعة الشوارع أو خوفاً من انهيارها بسبب عوامل الزمن والتعرية. وأشار إلى أن اضمحلال الهوية العمرانية التي تميز النطاقات العمرانية عن بعضها مشكلة تعاني منها المدن بعد انتشار تقنيات البناء المستحدثة على مستوى العالم والتي بدورها أثرت على الأنماط العمرانية المحلية واستحدثت بدلا منها أنماطا مستجلبة لا تعبر عن هوية المجتمعات التي تعيش في هذه المدن، معتبراً الملتقى الوطني للتراث العمراني فرصة ذهبية يجب أن تستغل بشكل متميز لإيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها التراث العمراني في كافة مدن المملكة. وأضاف: يعتبر هذا الملتقى أيضاً حلقة الوصل التي تربط كافة القطاعات المسئولة عن التراث العمراني والتي بدورها تسعى لتوزيع الأدوار فيما بينها وتحديد الأهداف والمهام لكل جهة لكي نستطيع المحافظة على التراث العمراني في بلادنا الغالية وتحويله إلى مصدر للسياحة مما يدعم الجوانب الاقتصادية ويعزز الهوية العمرانية. وأعلن عن مبادرات للأمانة ستعلن في مجال المحافظة على التراث العمراني والهوية العمرانية المحلية ومنها إنشاء مركز للتراث العمراني تابع لأمانة المنطقة الشرقية، وتنفيذ المعرض الدائم للتراث العمراني في الواجهات البحرية بمدينتي الدمام والخبر كمشاركة مع الجهة المنظمة لدعم فكرة نشر ثقافة الوعي بأهمية التراث العمراني في بلادنا ومدى جماله وتنوعه. وقد كرم الأمير سلطان بن سلمان خلال الحفل الجهات الراعية وعددا من الجهات والشخصيات التي ساهمت في دعم جهود المحافظة على التراث العمراني، وافتتح سموه المعرض المصاحب للملتقى والذي يضم أجنحة لعدد من الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بالتراث العمراني، كما وقع سموه ومعالي مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش مذكرة تعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة الدمام. فيما ستتواصل فعاليات الملتقى (اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء) من خلال جلسات وورش العمل المقامة في فندق الشيراتون ومعارض الفعاليات التراثية المقامة في مجمع الراشد. يشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وجه بالبث الالكتروني المباشر لفعاليات الملتقى وذلك من خلال الموقع الرسمي للهيئة العامة للسياحة والآثار، إضافة إلى الموقع الإلكتروني للملتقى على الرابط HYPERLINK «http://www.nbhf.org.sa/» http://www.nbhf.org.sa، والذي تم تعميمه بشكل موسع على جميع المهتمين والمتابعين، وقد تم التنسيق مع وزارة التعليم العالي لتعميم رابط النقل الحي لجميع طلبة وطالبات الجامعات السعودية وأكثر من 140 ألف مبتعث حول العالم. يذكر أن ملتقى التراث العمراني الوطني تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار سنوياً في إحدى مناطق المملكة بالتعاون مع الأمانات والجامعات المحلية، وقد أقيم في دورته الأولى بمدينة جدة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.