سررت جدا باستضافة وترشيح الأستاذ الفاضل سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى والمشرف العام على مكتب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة , والذي كان يتضمن المشاركة في تفعيل برنامج ( أطفال يرسمون حقوقهم ) والذي أقيم في روضة دوحة النبت الصالح وهو يهدف إلى توعية شرائح المجتمع المختلفة بأهمية حقوق الطفل ونوعية المشكلات التي تصل إلى مقر الجمعية وآلية العمل معها , بالإضافة إلى البنود العالمية التي جرى الاتفاق عليها من قبل المملكة العربية السعودية. ولقد جاءت مشاركتي في تفعيل المحور النفسي والاجتماعي الذي يلقي الضوء على الحاجات النفسية الفسيولوجية والسيكولوجية للأطفال والطرق الصحيحة لإشباعها , والنتائج السلبية المترتبة على عدم الإشباع , بالإضافة إلى إلقاء الضوء على بعض أهم المشكلات السلوكية التي يعاني منها الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة مع إعطاء حلول سريعة وبسيطة وعامة لكيفية التعامل معها والوقاية منها. هذا وقد تضمنت المشاركة فتح باب النقاش والحوار مع الأمهات والمعلمات والقائمات برعاية الأطفال حول أهم أساليب التنشئة الاجتماعية والطرق الصحيحة التي تبني شخصية جيدة مستقلة وايجابية , والتوجيهات السليمة للأطفال في مقتبل عمر المراهقة , مع إلقاء الضوء على وسائل العقاب والثواب وكيفية استخدامها وتوظيفها مع السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة. وأخذ الحديث عن العنف ومظاهره وأضراره جانبا جيدا من الحوار والمناقشة , حيث استعرضت أ.آمال صبري الباحثة القانونية بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مجموعة من مظاهر العنف وبعض المشكلات التابعة له والتي يعاني منها المجتمع المكي موضحة بأنه لا توجد للأسف إحصائية دقيقة عنها. في الحقيقة نجد أن هذا البرنامج خطوة رائدة للجمعية في العاصمة المقدسة , فالمجتمع بكافة شرائحه يحتاج إلى التوعية المستمرة لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص , فقد أصبح هنالك خلط لما هو مقبول وما هو غير مقبول وخاصة في مسألة العنف الموجه من الآباء والأمهات والقائمين والقائمات بالرعاية لأطفالهم , كما نجد أن تنوع فقرات البرنامج ما بين الترفيه والتثقيف والتوعية والأنشطة المنظمة عاد بالفوائد الجمة على الأطفال وأمهاتهم , مما يزيد من معرفة الأهالي بحقوق أبنائهم وواجباتهم نحوها. يبقى أن نؤكد على ضرورة استمرارية مثل هذه الملتقيات وتفعيلها في مختلف المؤسسات التربوية مثل الروضات والمدارس والجامعات والمعاهد حتى تحقق الأهداف المرجوة منها , وحتى نضمن الوصول إلى أفراد مجتمع مثقفين يعرفون حقوقهم فيبحثون عنها , ويدركون أخطاءهم فيتداركونها , ويعون واجباتهم فيواظبون عليها. وفي الختام أتقدم للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالشكر الجزيل لثقتهم الغالية ؛ ولمنحهم الفرصة المتمثلة في خدمة أطفال المجتمع المكي الغالي , كما أشكر روضة دوحة النبت الصالح على التكريم وحسن الاستقبال وأسال الله لي ولهم المزيد من العون والسداد , والله الموفق لما يحبه ويرضاه.