سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة حصة بنت سلمان تدعو إلى تضافر جهود المؤسسات الشرعية والتربوية لمواجهة ظاهرة العنف الأسري خلال اللقاء الصحفي للحملة التوعوية تحت عنوان "لنحميهم.. لا نؤذيهم" ..
طالبت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز المستشارة المتعاونة مع هيئة حقوق الإنسان بنظام شرعي لحماية المعنف ونظام آخر لعقوبة ممارس العنف. كما طالبت أيضاً بالتوعية التي تحدد بصددها وذلك بأن يجتهد أئمة وخطباء المساجد كما يجب أن تشترك الجامعات ومؤسسات التعليم وفي نفس الوقت يجب علينا أن نضمن أن وزارة العدل تعطي القضاة آليات العمل وتطبق الأنظمة عند وجودها واستحداثها في حالة عدم وجودها لتحديد وضمان نظام قضائي وإجراءات قضاء تكفل حق البريء وادانة المجرم وذلك تعاوناً مع جهود الدولة. جاء ذلك خلال كلمة سموها التي القتها في حفل تدشين الحملة التوعوية بمخاطر العنف الأسري تحت شعار (لنحميهم.. لا نؤذيهم) التي نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية مساء أول أمس الأربعاء بمقر الجمعية. وحضر حفل الافتتاح صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز الأمينة العامة لجمعية النهضة النسائية الخيرية في حضور صاحبة السمو الأميرة أميرة الطويل حرم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز. وبدأت فعاليات برنامج الافتتاح الذي حضره عدد من القيادات النسائية في المجتمع والمسؤولات بوزارة الشؤون الاجتماعية والأخصائيات الاجتماعيات وعدد من المثقفات والكاتبات والأكاديميات وأعضاء جمعية النهضة.. بعرض وثائقي لبعض الحالات التي تعرضت للعنف بمركز النهضة للخدمات الاجتماعية بعدها كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل رئيسة جمعية النهضة النسائية الخيرية القتها نيابة عنها الأستاذة فوزية الراشد عضو مجلس الإدارة والمشرفة على مركز النهضة للخدمات الاجتماعية رحبت خلالها براعية الحفل والحضور واستعرضت خلالها أهمية التوعية بالعنف الأسري ودور الجمعية في دعم القضايا الإنسانية كما وأن إقامة هذه الحملة مناسبة لتثبت المرأة قدرتها على حل مشاكل العنف.. ثم شكرت الأميرة حصة على اهتمامها ومساندتها كما شكرت الراعي الإعلامي. أعقبها كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز.. قالت فيها إن ظاهرة العنف الأسري جريمة وظلم محرم في ديننا الحنيف كما ورد في الحديث القدسي (يا عبادي لقد حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) كما أن العنف الأسري ظاهرة عالمية ليست خاصة بالمجتمع السعودي فقط، ولا يجب أن نوجه اللوم لعرض الحديث في هذه المشكلة لأن العنف موجود منذ بزوغ الإنسانية وقد حكى القرآن الكريم قصة الاخوين قابيل وهابيل. ثم أضافت سموها مؤكدة أن المملكة تقبل من المعاهدات والمواثيق الدولية كل ما ليس متعارضاً مع الشرع الإسلامي ونحن نتبع في ذلك خطى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما شهد عليه السلام حلف الفضول الذي تعاهدت فيه قريش وقبائل أخرى على أن يكونوا يداً واحدة مع المظلوم على الظالم فلما ظهر الإسلام أقر ذلك المبدأ وقال صلى الله عليه وسلم (فقد شهدت في دار ابن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت). واستطردت في هذا الجانب مؤكدة على مصادقة المملكة على معظم المعاهدات والمواثيق التي تقوم على مبادئ سليمة تدعو إلى إقامة الحق والتحفظ على كل ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية، والمتعارض مع الشريعة بقليل. ثم استعرضت سموها ضحايا العنف الأسري وهن النساء والأطفال والكبار في السن والمعوقون ذهنياً أو جسدياً والخدم وأن الإسلام وضع شروطاً لحماية هؤلاء. والمملكة ضمنت حقوق النساء والأطفال عبر التوقيع على معاهدة المؤتمر العالمي لمحو العنف ضد المرأة عام 1979م والتوقيع على معاهدة مؤتمر محو العنف ضد الأطفال عام 1989م ثم أصدرت وزارة التربية والتعليم تقريراً يشمل تفاصيل خطوات العناية بالطفل مستنبطة من التعاليم الإسلامية. وفي الوقت الذي قامت فيه هيئة الأممالمتحدة بتحديد يوم عالمي لمحو العنف ضد المرأة عام 1993م افتتحت المملكة أول مركز لمحاربة العنف الأسري بالتعاون مع اليونيسيف في مكةالمكرمة عام 2005م. وأشارت سموها إلى أن العنف الأسري سلوك غير إسلامي لأنه يهدد مقتضيات الدين الخمسة وهي مقاصد الشريعة العقل، المال، النسل، البدن، النفس.. ولا بد من ازالة العنف عبر فهم جذوره، وهو لا يقصر على الأسر الفقيرة وغير المتعلمة فقط بل ينتشر في الأسر الغنية والمتعلمة والمتحضرة. ثم تحدثت سموها عن أشكال العنف المتعددة الجسدية والنفسية كما أن هناك رجالاً ضحايا للعنف ويجب الاهتمام بهم على قلتهم من الأسباب لذلك البطالة التي تفقد الرجل ثقته بنفسه واحترام عائلته له كرب أسرة وهناك يحدث عنف لفظي من قبل الزوجة ثم يتطور حتى يصل الايذاء الجسدي.. وتمتد الآثار السلبية لمن شاهد هذا العنف من الأطفال الذي يتأثر بمظاهر العنف بين والديه أو احدهما فتؤثر على نفسيته ويعبرون عنها بمظاهر مثل القلق واضطراب النوم.. كما تناولت سموها انعكاس آثار العنف بين الوالدين أو احدهما على المراهقين من الأبناء التي قد تجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم. ومن يشاهد العنف في الصغر يرتكب نفس الجريمة مع الآخرين عندما يكبر. ثم نوهت سموها بزواج الصغار سبباً في العنف نتيجة لعدم فهمه للحقوق والواجبات الزوجية وقد وجدت أخصائية لدى إمارة منطقة الرياض أن هناك غالبية من الشكاوى المقدمة من الآباء والأمهات تعرضوا للايذاء من أولادهم. تناولت سموها في كلمتها أيضاً الفهم الخاطئ بأن هناك أساساً قرآنياً للعنف ضد النساء استناداً لقوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً). فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أي من زوجاته أو بناته أو أي شخص أو طفل، وأن الضرب له معان مختلفة في القرآن وكثيرة لغوياً الضرب بمثل المسواك هو المعنى الوحيد الذي أجمع عليه السلف، كما أن من معاني الضرب اهمال الحديث مع الآخر لقوله (افنضرب عنكم الذكر صفحاً إن كنتم قوماً مسرفين). وأشارت الأميرة حصة إلى ما يقوم به البعض من انتقاء الأدلة التي يبررون بها بعض السلوكيات وهذه مخادعة منهم للدين ولأنفسهم لأن هناك مئات الأدلة الداعية إلى الرفق ثم تحدثت عن ما يسعى له الناشطون والمجتهدون والمسؤولون وأمراء المناطق هو الحصول على نظام شرعي لحماية المعنف ومعاقبة ممارس العنف ليسهل عليهم إجراءات العمل. ثم تحدثت عن موروث (انا زابن عليك) الذي يوجه إلى أمير أو شيخ العشيرة أو الوجيه الموثوق به والذي يعني (لجأت إليك فانصرني) ويتولى هذا الجانب المسؤولون أنفسهم في وزارة الداخلية والمكتب النسائي بوزارة الشؤون الاجتماعية الذي تترأسه الأميرة سارة بنت محمد التي يشهد لها الجميع وللعاملات معها في هذا الجانب منذ 30عاماً كذلك ما تؤديه المستشفيات والباحثون على سبيل المثال الدكتورة مها المنيف مديرة مركز الأمان الأسري بالحرس. وأيضاً المثقفون والمثقفات والإعلاميون والكتاب والكاتبات عملوا بوطنية لتسليط الضوء على قضايا العنف بحثاً عن الحلول.. مثل د. عمر المديفر، د. وليد أحمد فتيحي، م. الجوهرة العنقري، والكاتب الإنساني جميل الذيابي، وأ. نورة الشبل، أيضاً الجهات الخيرية كجمعية النهضة التي لا تعنى بالجانب الخيري فقط بل تعنى بثقافة وتطوير المرأة وحل قضايا المجتمع. وتحدثت سموها عن هيئة حقوق الإنسان وأهدافها ودورها في تطوير الأداء وتنظيم ما يخص حقوق الفرد والنهوض بما يليق ولا يتنافى مع ديننا الحنيف واستراتيجيات الوطن في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ومؤازرة جميع جهات الدولة. وأضافت سموها في هذا الجانب أن هيئة حقوق الإنسان كلفت بالتنسيق بين جميع الأطراف المهتمة بقضايا حقوق الإنسان والتي تتعامل معها بشكل يومي وبناء عليه فقد عقد في 17مارس 2008م اجتماع في الهيئة مع مندوبين من وزارة الشؤون. ثم بدأ المؤتمر الصحفي بشكر الإعلاميات على جهودهن في التوعية وطرح قضايا العنف الأسري.. مشيرة إلى دورها كمستشارة متعاونة في هيئة حقوق الإنسان، ثم أجابت سموها عن الأسئلة الموجهة إليها حول مختلف وأشكال قضايا العنف الأسري تجاه المرأة والطفل بشكل خاص والأشكال الأخرى لممارسة العنف على الأطفال بشكل خاص وأهمية دعم حقوق الإنسان للمسارعة في حل كثير من مشاكل الأطفال التربوية والصحية، ودور الهيئة في التوعية بترك ثقافة العنف حيث أوضحت سموها بأنه قريباً ستقرر مناهج دراسية للتوعية ضد العنف. وتبرعت الأميرة أميرة الطويل حرم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز بنصف مليون ريال لدعم الحملة التوعوية بمخاطر العنف الأسري والتبرع باسم المملكة القابضة.