قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الاعراف 31 وقال سيد الأولين والآخرين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ملأ ابن أدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) صدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع). وكما قالت الحكمة: (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء). كثير من الناس يشتكون من زيادة الوزن فيتحول شكل الإنسان من رشيق إلى سمين ، إن الوزن الزائد هو حمل اضافي يحمله الإنسان ويتجول به فتخيل نفسك تحمل كيساً من الرمل وزنه أربعون أو ستون كيلو غراماً وتحمله معك واقفاً وجالساً ونائماً كيف تكون معاناة الإنسان فنحن نشاهد الكروش عند الرجال ما شاء الله لا قوه الا بالله كما ان السيدات الممتلئات كثير ما شاء الله وبدأنا نشاهد الشباب السمان ايضاً بل والأطفال السمان فهم كثير جداً وهذه من علامات الراحة والرفاهية الزائدة. ومن أسباب السمنة ان الداخل من المواد الغذائية غير االمتوازنة والمختلفة أكثر بكثير من حاجة الجسم فيأخذ الجسم حاجته ويتحول الباقي إلى شحوم تتوزع في جميع أجزاء الجسم . كما أن نوع الغذاء احد الأسباب الرئيسية فنحن بحمد الله ونعمته بسبب الأمن والأمان والاستقرار الذي نعيشه في وطننا الحبيب لدينا من الافراح في الزواج ولائم والمناسبات المختلفة اكلات يسيل لها اللعاب ويضعف الإنسان عند مقابلة تباسي السليق ، المندي ، المظبي ، البخاري ، الكابلي ، الكبسة ، والمفطحات وغيرها فنجد الإنسان يطيح بغير حساب ثم يختمها بالسمبوسة وعدد من حبات الطرمبة وهذا غير أكل البيت المختلف أنواعه ثم يركب سيارته ويصعد في المصعد وإلى غرفة النوم المكيفة ، وهكذا مرة على مرة فيزداد المخزون وتمتلئ المستودعات وتبدأ المشاكل الصحية. ومن الأمراض التي تنشأ نتيجة لذلك السكر ، الكولسترول والزيادة في الدهون الثلاثية والضغط والمفاصل لعدم قدرتها على الاستمرار في تحمل الوزن الزائد والقولون ، النقرس والتهاب المرارة وأمراض القلب والشرايين والجلطات المختلفة اعاذنا الله واياكم أجمعين ، اضافة إلى الاثار النفسية بان مظهر الإنسان غير رشيق أمام الآخرين وأمام زوجته فيؤدي ذلك إلى الانطوائية والانعزال والاكتئاب. فيا سادة يا كرام دعونا نعلم أنفسنا وأبناءنا عدم الاكثار من الطعام ، وتنظيم مواعيده ، والاقلال من الاطعمة الدهنية ، والشحوم الحيوانية ، والاقلال من السكريات بأنواعها والالتفات للحركة والمشي والتمارين الرياضية والهرولة والاقلال من السيارة والمصعد وعدم الجلوس كثيراً أمام التلفزيون والأنترنت والألعاب الإلكترونية ونتذكر دائماً الحكمة بأن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء ، وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.