أكدت ابتهاج حناوي اخصائية التغذية ان الصيام ينطوي إلى جانب أهدافه الروحية والنفسية على الكثير من الفوائد الصحية والجسدية التي تساعد على استراحة المعدة خلال هذا الشهر بعد فترة عمل دامت طيلة شهور السنة الأخرى ولكي تكتمل فائدة الصيام الصحية ينبغي للصائم عدم تناول الأطعمة بكميات كبيرة وأنواع غير ضرورية منها وتجنب الإفراط في تناول الوجبات الدسمة في وجبة الإفطار. ومن هنا تأتي ضرورة التدرج في تناول الطعام لتهيئة المعدة وعدم الإخلال بتوازنها وعلى المسلمين ان يتبعوا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وحكمته النبوية «ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فان كان لا محالة فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» ينبغي أن تحتوي المائدة الرمضانية على الأطباق التي تحتوي على العناصر الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان وبكميات متزنة وبدون إسراف لقوله تعالى:«وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» كما أن إتباع سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم كبداية للإفطار لها فوائدها الغذائية الكبيرة فمن المفترض ان يتناول الصائم حبات من التمر وشيئاً من اللبن نظرا لغناهما بالكثير من العناصر الغذائية التي تساعد الصائم على استعادة نشاطه وحيويته ثم تناول الشوربة الدافئة التي تساعد على تهيئة المعدة وتنبيهها ومساعدتها في إفراز العصارات الهاضمة لكي تبدأ المعدة بداية سليمة وتتهيئي لاستقبال المزيد من الطعام دون إرهاق أو تعب ودون حدوث تخمة أو سوء هضم. ومن الضرورة أن تحتوي مائدة الإفطار على أطباق الخضروات الطازجة والفواكه الطازجة والسلطة التي تحتوي على كمية من الألياف وأيضا الفيتامينات والمعادن التي تساهم في تنظيم حركة المعدة وتوازنها ووجود الفيتامينات أيضا يساعد على امتصاص العناصر الغذائية المهمة والتخلص من الإمساك وطرد السموم من الجسم. كما يجب تناول كمية من السوائل.. بعد تناول هذه الوجبة الخفيفة حتى يعوض الجسم ما فقده خلال فترة الصيام، ويستمر تناول السوائل حتى السحور وبكميات تساعد على تنظيم عمل الكلى ووقايتها من تراكم السموم وطردها خارج الجسم عن طريق التبول وأيضاً تقي الكلى من الالتهابات نتيجة نقصان كمية السوائل كما يجب تناول العصائر الطازجة والخالية من السكر. فالصيام يعد فرصة عظيمة لعلاج أجهزة وأعضاء الجسم من كثير من الامراض وخلوها من الشوائب وقد توصل الكثير من العلماء والأطباء أن الشفاء بالصيام أكيد لكثير من الأمراض وان الإمساك عن الطعام والشراب مدة محدودة من الزمن عمل مفيد للسمنة وزيادة الوزن والتي انتشرت وأصبحت من أمراض العصر لتغير أسلوب الحياة واتباع العادات الغذائية غير السليمة وقلة الحركة، فنجد أن الصيام هو العلاج الناجع لها وما تبعها من أمراض ومضاعفات أخرى كأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والنقرس وآلام المفاصل نتيجة زيادة الوزن وعدم استهلاك الدهون والشحوم التي تحتوي على الكوليسترول والتي اتخذت من الأوعية والشرايين مسكنا لها فظهرت الأمراض وزادت مشاكل الإنسان زيادة على هموم الحياة التي تلازمه.