مدينة (دبي) حسناءٌ أسرفت في جمالها وتخطت المألوف في دلالها فليس من أحد تسنى له زيارة هذه الحسناء المنحدرة من جذور عربية؟ إلا وأصيب بصدمة كهربائية اندهاشية ومن ثم تلمس حواسه متسائلاً: هل أنا حقاً متواجد على أرض عربية وإذا كان الجواب بنعم كيف تسنى لهذه المدينة الخرافية أن تستحوذ على كل هذه المقومات الإعجازية ومن هم ياترى وراء رسم هذه اللوحة الإبداعية واخراجها بهذا الجمال الخلاب والخيال الجذاب؟ هل هم بشر مثلنا من لحم ودم أم أنهم قوم من نوع آخر أتوا الينا من بعض الكواكب الأخرى دون علمنا وفي غفلة من الزمن لأن ما نشاهده أمام أعيننا أغرب من أساطير الخيال. وإن كان من كلمة حق تقال في هذا المجال فإن هذه المدينة العربية العزيزة على نفوسنا جميعاً استطاعت وبكل اقتدار أن تحجز لنفسها مقعداً وثيراً ضمن مقاعد الأمم المتقدمة حضارياً وفي كافة الجوانب بل وتتفوق عليها جميعاً دون استثناء. فمن يشاهد تلك الشواطئ ذات المياه القرمزية واللآلئ المرجانية والأعشاب الخضراء السندسية والمولات الفارهة الأنيقة الجذابة والمتاحف الانبهارية الخيالية الخلابة والشوارع الفسيحة المكتظة بالعربات الفارهة المنسابة وفق أنظمة وكاميرات مرورية مهابة ناهيك عما تضمه هذه المدينة من حديقة حيوانات نادرة تزخر بأغرب المخلوقات الحيوانية علاوة على ما تتمتع به هذه المدينة من شبكة مواصلات حديثة تتكون من قطارات يعجز اللسان عن وصف أناقتها ونظافتها ولوحاتها الإرشادية وميكروفوناتها التنبيهية الناطقة باللغة العربية والانجليزية ناهيك عن مطاعمها الفاخرة المنتشرة في كافة المولات ومطارها الذي صمم على هيئة تحفة فنية تلوى الأعناق وتأخذ بالألباب تلك الإبراج التي شيدت وكأنها تتحدى ابراج مدينة (فرانسيسكو) و(لاس فيغاس) و(نيويوركالأمريكية) في علوها الشاهق وفخامتها وانارتها ومن لا ينبهر بتلك النافورة العجيبة التي لا يوجد لها شبيه في العالم قياساً لما تصدره من أنغام موسيقية ورقصات أوروبية وعربية تتمشى مع ذوق كل سائح اتى إلى هذه المدينة العجيبة ومن أعجب ما يلفت النظر في هذه المدينة أن سكانها الاصليين والمقيمين على أرضها جميعهم يتمتعون بأدبيات السلوك الإنساني الحضاري ، حتى أنك تشعر أنك في مدينة افلاطون الأسطورية ولا أعتقد أن هناك مدينة تستطيع أن تنافس هذه المدينة الخيالية في هذا الرقي الحضاري ، إلا مدينة (جدة) لأن ما نلاحظه هذه الأيام من عمل في كورنيش مدينة (جدة) يوحي بأن هناك من يقوم بإعادة رسم هذه المدينة الجميلة لا أحد سوى ذلك الرسام الشاعر صاحب الذوق المرهف والفكر الثاقب والجهد الخارق (صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل) والله ولي التوفيق. وقفة قوامك فتان وحسنك مبهر ووجهك من ماء الملاحة يقطر تصورت في عيني اجلة منظر فنصفك ياقوت وثلثك جوهر