مدينة جدة ذات الجمال الباهر والخيال الساحر هذه المدينة الحالمة التي طالما ألهبت خيال الشعراء وترنمت بأجوائها أقلام الكتاب والأدباء هل مازالت ترتدي ثوبها الزاهي القشيب الذي عرفت به في فترة الزمن الجميل أم أنها ذبلت ورودها وشاخت غصونها وهرمت واستجابت لعوامل التعرية وسطوة الزمن فخلعت عنها ذلك الرداء الجميل الذي عرفت به أيام زهو الشباب ؟ وإذا كان الجواب بنعم هل هناك من جراح ماهر يعيد لهذه الحسناء فتنتها ورونقها وما فقدت من جمالها في الآونة الأخيرة ذاتاً وأن هناك مدينة واعدة ذات جمال أخاذ تنحدر من جذور عربية تكاد أن تسحب البساط من تحت أرجل غادتنا الحسناء ، ويبرز هنا سؤال وطني ملح هل هناك رئيس بلدية متسربل بغيرة وطنية يهمه أن تكون هذه المدينة ذات السمة الرومانسية والأصالة التاريخية مدينة ذات شواطىء سندسية وزنابق وردية واستراحات بحرية عصرية وشوارع خالية من الحفر الاسفلتية والمطبات الفجائية يتلاءم مع مقولة (جدة عروس البحر الأحمر). 1- فمن يشاهد منطقة الورش الصناعية الكائنة شرق مدينة جدة الخاصة بإصلاح السيارات (الخربة) لا يصدق أن هذه المنطقة المليئة بالحفر والمرتفعات والمنخفضات وأرتال القمائم والروائح الكريهة وورش الصيانة الخالية من المظهر الحضاري بأنه في مدينة (جدة) الجميلة فأين مبضع جراح التجميل ليقوم بإزالة هذه التشوهات والنتوءات القبيحة عن هذا المرفق الهام الذي يرتاده سكان هذه المدينة بما فيهم الأوروبيون الذين لازلنا مبرمجين في مخيلتهم بأننا شعوب متخلفة. 2- شارع الأمل الذي يحده من الشرق طريق المدينة ومن الغرب شارع (الأمير سلطان) المتواجدة فيه (مستشفى الأمل) هذا الشارع المتسع بعرض (52) متراً ذو المنظر الرهيب والفلل المتناثرة على الجانبين بطريقة عشوائية غير نظامية لماذا لا يعاد النظر إليه وجعله شارعاً تجارياً يخدم ما يحيطه من كثافة سكانية لا يقل تعدادهم عن (عشرين ألف نسمة) هم في حاجة لشراء ما يلزمهم من مستلزمات معيشية بدلاً من أن نرغمهم إلى الاتجاه إلى شارع حراء الذي يحتاج إلى خريطة جغرافية للوصول إليه ، فهل من مجيب ذاتاً وأن هذا الشارع متروك فترة من الزمن بعيداً عن الحلول الجذرية نريد من رئيس البلدية أن يحيل القبح إلى جمال والمستحيل إلى خيال فبلادنا الحبيبة أهل لذلك والله المستعان.