في مثل هذه الأيام كان يعيش بين ظهرانينا فنان مبدع عزف لنا أبدع الألحان الكروية على البساط ذي الألوان السندسية، فمن منا يتذكر ذلك الفنان الماهر الموهوب الذي كان يطرب عشاق المستديرة بفنونه الخلابة وسيمفونيته الكروية الجذابة فكم من مرة خطف الأبصار وكم من مرة أسر الألباب ونزع الإعجاب بترقيصاته الإبداعية ومهاراته الإعجازية ولكن لم يسعفه حظه العاثر في تلك الفترة أن ينشر الإعلام السعودي اسمه ويخلد ذكره كما هو حاصل الآن لمن جاء بعده من اللاعبين الكرويين السعوديين ، فلم يحقق سبقاً إعلامياً ولا رصيداً ضخماً مالياً ولكن ترك ذكراً خالداً سرمدياً في قلوب من بقي من عشاق فنه الجميل وإن كان لابد من كلمة حق أن تقال في حق الغير فهناك كوكبة أخرى ظهرت من جيله في تلك الفترة ومن بعدها من أباطرة الكرة السعودية من أمثال اللاعب الملقب بالثعلب (حسن دوش) واللاعب الفذ (سعيد غراب) واللاعب صاحب الترسانة المهارية (ماجد عبدالله) إلا أن لاعبنا من نحن بصدده يتفوق على كافة هذه الأسماء اللامعة قياساً لما يملكه من فن كروي إعجازي لا يقارن بأي لاعب عربي مهما بلغ مستواه الكروي ولا بأي لاعب عالمي من أمثال أسطورة الكرة العالمية (بيليه ) أو (مارادونا) أو (رافلينو) البرازيلي أو حتى (مسي) فلاعبنا الذي ولد من رحم نادي (الوحدة) السعودي أفضل من كل هؤلاء جميعاً ، إنه لاعب من نوع آخر لاعب كان يتلاعب بفريق كامل مهما كانت قوة دفاعاته وكثرة إمداده من لاعبيه الأفذاذ ويقظة حارسه إلا أنه يستطيع أن يضع هدفه الخرافي في الوقت الذي يريد والزاوية التي يحددها إنه الداهية الإعجازية الكروية (سعيد لبان) الذي لم يمهله القدر طويلاً فرحل عنا بطريقته الإنسيابية تاركاً وراءه فراغاً واسعاً لا أعتقد أن ملاعبنا العربية أو حتى الأجنبية قادرة أن تمنحنا لاعباً يتمتع بمواصفات هذا اللاعب النادر الذي جمع بين المهارة الكروية المتفردة والأخلاق العالية والأناقة المفرطة والوسامة الرجولية الأخاذة رحمك الله ياسعيد وأسكنك فسيح جنانه وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان وعوض الله وطننا الحبيب بعازف كروي آخر يمتع جماهير كرتنا السعودية المتعطشة للفن الكروي الأصيل واللعب الرجولي. وقفة: وما من لاعب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما خلد صداه فلا تترك لغيرك غير رسم يسر في الإطار أن تراه