عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز” حفظه الله” إعطاء حق العضوية الكاملة للمرأة السعودية في مجلس الشورى وإمكانية ترشيحها للانتخابات البلدية ليؤكد للقاصي والداني مكانة المرأة وما تحظى به من اهتمام ومشاطرتها في اتخاذ القرار الذي يدفع بالمجتمع للأمام بإذن الله. إن المرأة لم تكن مشورتها وليدة الساعة بل كانت ولا تزال منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا ، ولا أدل من أم سلمة رضي الله عنها عندما أمر النبي عليه الصلاة والسلام الناس بأن يحلوا إحرامهم وكان الناس في أنفسهم شيء من ذلك خشية أن يكون عليه الصلاة والسلام قد اضطر إلى قول ذلك، فأشارت أم سلمة على النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينحر هديه ويحلق رأسه وأن يظهر هذا الفعل للناس وأخذ عليه الصلاة والسلام بمشورتها فعندما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعله الناس وتأسوا به لأن الفعل أبلغ وأقوى وهذا أكبر دليل على مشورة المرأة ، ولو تتبعنا تاريخنا الإسلامي لوجدنا للنساء كثيراً من بصمات المشورة، فهذه عائشة الصديقة بنت الصديق قد استشيرت في صلح الحديبية وهي نفسها كانت ممن سألها فضلاء الصحابة ، وهناك بعض علماء الأمة ممن تفقهوا على نساء فقيهات كالحافظ بن حجر والإمام ابن حزم وغيرهما كثير حتى إن بعض العظماء والقادة قد استشاروا بعض النساء لما حباهن الله من فطنة وبعد نظر فكان رأيهن الصائب ولمكانتهن استشهد بعض العظماء بأخواتهن في المحافل.إن هذا القرار ليؤكد للمرأة المسلمة عامة والسعودية بصفة خاصة بما تحظى به من مكانة عالية لدى قمة الهرم ببلاد الحرمين الشريفين وهي شريكة للرجل بما لا يتعارض وقيمنا الإسلامية. سدد الله تعالى الخطى لما يحبه ويرضاه.