أكد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية أل 136 أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية للعلاقات بين الدول العربية وإيران وبمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وعبر المجلس في بيان له امس عن قلقه الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسئولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعد إخلالاً بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. ودعا مجلس جامعة الدول العربية في بيانه إيران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الإعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. الى ذلك جدد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية آل 136 التزامه بدعم استقرار وأمن مملكة البحرين وتأييده ومساندته للخطوات الحكيمة التي اتخذها الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد. وأشاد المجلس في بيان له أمس بالنتائج الإيجابية لحوار التوافق الوطني وبمبادرة العاهل البحريني بتشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق لكشف حقيقة ما مرت به المملكة من أحداث مؤخرا مشيراً إلى أهمية الانتخابات التي ستجرى أواخر الشهر الجاري التي من شأنها الإسهام في دفع وتعزيز مسيرة الإصلاح والتقدم. وكانت قد بدأت جامعة الدول العربية امس أعمال الدورة السادسة والثلاثين بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر بديلاً من فلسطين نظراً لانشغال الجانب الفلسطيني بتطورات قضيتهم بالأممالمتحدة على أن ترأس فلسطين الدورة 137 في مارس القادم بدلاً من قطر بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كضيف شرف. ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كما شارك في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية. ويتناول مشروع جدول أعمال هذه الدورة أكثر من عشرين بندا تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية تتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلى جدول الأعمال خاصة في ظل الإجراءات الإسرائيلية في القدس وقيام حكومة إسرائيل بعقد اجتماعها في القدسالشرقيةالمحتلة إلى جانب الحديث الإسرائيلى عن إقامه قاعدة عسكريه في المدينةالمحتلة في مخالفة صريحة لكافة القوانين والاتفاقات الدولية. كما أن الحراك العربي في الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي بدوله فلسطين وقبولها عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة على حدود الرابع من يونيو 1967 سيكون من البنود الرئيسة المتعلقة بالقضية الفلسطينية على أجندة الوزاري العربي حيث سيطلع وزراء الخارجية على نتائج الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية التي عقدت أمس /الاثنين/ في القاهرة برئاسة الشيخ حمد بن جاسم ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي ناقشت الإعداد النهائي للتحرك العربي في الأممالمتحدة بشأن استحقاق سبتمبر. وسيناقش الوزاري العربي سبل دعم موازنة السلطة الفلسطينية ومتابعة التطورات المتعلقة بالاستيطان واللاجئين الفلسطينيين والانتفاضة ومناقشة تقرير مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل إلى جانب مناقشة بنود حول التضامن مع لبنان والوضع في العراق ودعم السلام والتنمية في السودان والأوضاع في الصومال وجزر القمر والحل السلمي للنزاع بين جيبوتى واريتريا. كما سيناقش عدداً من البنود الدائمة منها رفض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على سوريا ومناقشة الحصار الجائر على سوريا والسودان من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص شراء أو استئجار الطائرات المدنية ومناقشة مخاطر التسلح النووي الاسرائيلى وأسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية الأخرى على الأمن القومي العربي. ويتضمن جدول الأعمال بنودا أخرى حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته ومتابعة العلاقات العربية مع التكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية في أفريقيا وأوروبا والحوار العربي الأوروبى والصين وتركيا وروسيا ودول أمريكا الجنوبية. كما سيناقش الوزاري بنوداً جديدة تتناول أوضاع المهجرين العراقيين في الدول العربية المضيفة ودعم اللغة العربية كلغة رسمية في جمهورية تشاد وتغير المناخ وإعادة ترشيح الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري لمنصب الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية لجامعة الدول العربية ومناقشة طلب جمهورية ايرلندا اعتماد سفيرها في جمهورية مصر العربية مفوضا لدى الجامعة العربية. وعبر رئيس الدورة السابقة أل 135 لمجلس الجامعة العربية الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله في كلمته خلال إفتتاح الدورة عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للجامعة العربية وحضوره الجلسة الافتتاحية للدورة. وأكد بن عبدالله أن الدعم التركي للقضايا العربية يعبر عن التاريخ المشترك بين الجانبين والأخوة. وأشار إلى المشكلات الخطيرة القائمة والمتصاعدة في كل من سوريا واليمن مؤكدا أن الجامعة العربية لن تردد في تقديم كل ما من شأنه أن يكون مفيدا لجيل الشباب العربي في مسيرته الجديدة. من جانبه اتهم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر إسرائيل بالتهرب من استحقاقات السلام الشامل والدائم الذي لا يتحقق إلا بإنسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس مؤكدا ضرورة إتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل لجعلها تمتثل لإرادة الشرعية الدولية. وشدد الشيخ حمد بن جاسم رئيس الدورة في كلمته على أهمية الدعم العربي لفلسطين في توجهها إلى الأممالمتحدة من أجل الحصول على عضويتها الكاملة بها داعياً الفلسطينيين في الوقت ذاته إلى تنفيذ بنود إتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في القاهرة. وأوضح أن الشعوب العربية أصبحت أكثر تقاربا بتنامي الشعور بالرغبة في الإصلاح وهو ما يشجع على فتح كل قنوات الحوار وتجنب التوتر السياسي معرباً عن أسفه إزاء الأحداث في سوريا والتطلع إلى وقف إستخدام السلاح واللجوء إلى الكلمة والحوار مع ضرورة تفعيل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية. كما عبر عن قلقه لتوتر الوضع في اليمن داعياً كافة الأطراف لضبط النفس وتهيئة الأوضاع لتحقيق مطالب الشعب اليمني. وفيما يخص الشعب الليبي أعرب الشيخ حمد بن جاسم عن أمله في أن يتحقق له بناء دولة تقوم على سيادة القانون ويسودها الاستقرار والأمن. كما رحب بقيام دولة جنوب السودان وأعرب عن أمله في أن يكون هناك حسن جوار بينها وبين دولة السودان داعياً إلى تضافر الجهود لإغاثة منكوبي الصومال. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من جانبه في كلمته إن هذه الدورة غير عادية في ظروف عقدها وقضاياها. وأوضح العربي أن الجامعة العربية اتخذت مواقف عديدة إزاء القضايا في المنطقة مما يدفع إلى إعادة تقييم المواقف والأحداث لبلورة رؤيتنا الجديدة مستعرضاً خلال كلمته الرؤية المستقبلية لما يمر به العالم العربي والمشاكل والتحديات التي يواجهها ودور الجامعة المستقبلي والإنجازات التي حققتها خلال الفترة الماضية. وفي هذا الصدد قال العربي إن الجامعة العربية وأعضاءها وموظفيها بذلوا جهودا ضخمة لتطوير الأداء داخل الجامعة العربية وأمانتها ومجلسها حيث توسعت الجامعة العربية في توثيق تعهداتها الدولية في العديد من القضايا والملفات وبذلت جهودا لوضع أسس تصلح لحماية كافة الدول العربية من أي اعتداء يهدد سلامتها واستقرارها. وأكد أن هناك مسافة كبيرة بين ما تم تحقيقه من إنجازات وما تتطلع إليه الشعوب العربية لافتا إلى أن أطر التشاور السياسي لم تنجح في تنسيق الجهود العربية في تحقيق العمل العربي المنشود وهو ما يجعل المواطن العربي يتساءل أين العمل السياسي العربي المشترك وكيف لم تفلح كل هذه المؤسسات العربية في تحقيق التقدم المنشود. وحذر العربي من ترسيخ ثقافة عدم الالتزام بتنفيذ الإتفاقيات الموقعة بين الدول العربية في العديد من المجالات مؤكدا أن هناك ضرورة للبحث عن طرق من أجل تفعيل وتطوير التعاون العربي. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية أنه سيبدأ في حوار مع شخصيات عربية مستقلة من أجل تطوير الجامعة العربية وطريقة أداءها وجعلها تواكب التطورات الدولية وتحقق المشاركة الشعبية في عملها.