لقد أنعم المولى سبحانه وتعالى بنعم شتى ، وبمواسم للخيرات وأزمنة لمضاعفة الحسنات وأجور الطاعات وها نحن نعيش شهر رمضان المبارك وبالتحديد نعيش العشر الأواخر منه أيام العتق من النار ..حيث مرت بنا أيام الرحمة والمغفرة ، شهر جعل المولى تبارك وتعالى فيه من جلائل الأعمال وفضائل العبادات وخصه سبحانه وتعالى عن غيره من الشهور بكثير من الفضائل والخصائص فما أعظم كرم الله وما أعظم منة الله علينا ومن تلك الخصائص والفضائل أن الحق تبارك وتعالى زين جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصبروا إليك ، وهو شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ومن قامها ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، وللمولى سبحانه وتعالى عتقاء في هذه الأيام المباركة ، ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه وتستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا وللصائم دعوة لا ترد وأن خلوف فم الصائم أطيب عند ا لله من ريح المسك وأن من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ...إلى غير ذلك من الخصائص والفضائل وحري بنا أن نغتنم ذلك لنكسب الأجر من رب العالمين وعلينا أن نؤكد بأن الله غني عنا وعن أعمالنا فهو سبحانه الغني عما سواه قال تعالى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فهو جلت قدرته شرع العبادة لصالح عباده ومن أعظمها الصيام حيث شرعه تربية لأجسامنا وترويضاً لها على الصبر وتحمل الآلام ، شرعه تقويماً للأخلاق وتهذيباً للنفوس وتعويداً لها على ترك الشهوات ومجانبة المنهيات ..شرعه وسيلة عظمى لتقواه جل وعلا حيث قال عز من قائل:( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون..) فعلينا بالطاعة والاجتهاد في هذا الشهر الكريم وفي هذه الأيام العشر الأخيرة منه. قال العلماء: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ولكن اجتهاده في العشر الأواخر منه أكثر اجتهاداً في بقية الشهر الكريم..وقالت عائشة رضي الله عنها : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر (أي العشر الأخيرة) شد مئزره وأحيا ليله وايقظ أهله). إنها عشرة أيام فقط وتنتهي فهل يعجز الواحد منا أن يجتهد في هذه الأيام العشر... والكل يعلم تمام العلم بأن السنة (360) يوماً لقد كان رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فلما يأتي إلى العشر الأواخر يزداد اجتهاداً. فهل هناك من يقوم بمثل ذلك في الوقت الراهن؟؟ وعندما سئل الحبيب بأبي هو وأمي قال (أفلا أكون عبداً شكوراً). اننا أيها الأحبة طيلة السنة نحل الإزار عند الفراش وننام نوماً عميقاً ولكن هناك مع الأسفار في هذا الشهر الكريم نرى من ينام طوال النهار ويجمع بين الفروض المكتوبة في وقت واحد ويسهر طوال الليل على المسلسلات والأفلام والمسابقات واللف والدوران في الأسواق والتسكع في الشوارع والطرقات بدون حياء أو خجل فهؤلاء نهارهم نوم وليلهم سهر وليلهم نهار ونهارهم ليل ..ياسبحان الله ..اذا جاء الشخص ضيف تجده يقدم له كل ما لديه ولكن إذا جاء رمضان كافأه باللهو واللعب واللامبالاة! ومن خلال هذا أقول إنه التفريط ولكن أسأل الله جلت قدرته أن يوفقنا جميعاً وأن يعيننا ويسددنا وأن يرزقنا خير هذه الأيام المباركة وأن يجنبنا الكسل وأن يعطينا القوة والعافية وأن يسدد خطانا. أجمل ما قيل في وداع رمضان: شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ونويت من بعد الإقام رحيلا وأقمت فينا ناصحاً ومؤدباً وشفيت من نار الفؤاد غليلاً أبكيك يا شهر الصيام بأدمع تنزل فتحكى على الخدود سيولاً لتبكي المساجد حسرة وتأسفاً من بعده إذ عُطلت تعطيلاً شهر الأمانة والصيانة والتقى والفوز فيه لمن أراد جميلاً رسالة خاصة: الابنة أشواق ابنة الحبيب توفيق: الف مليار مبارك وزفاف سعيد بإذن الله ..وأسأل الله العلي القدير أن يجمع بينك وبين شريك حياتك على خير وإلى خير وأن يرزقكما الذرية الصالحة فيوم 10/10 ليس يوماً عادياً بل يوم خالد بالمحبة والسعادة والهناء بإذن الله. همسة: اللهم تقبل من الجميع صيامهم وقيامهم يا أرحم الراحمين.