بعضنا للأسف الشديد يخاف من نظام ساهر لانه يسجل عليه المخالفات ثم يضطر لدفع المخالفة نقداً، وهكذا في كل مرة ولا نحترم النظام المروري ولا نحترم أنفسنا لانه لماذا نهدىء السرعة امام الكمرات وسيارات ساهر ونسير مثل الحمل الوديع ثم نزيد في السرعة الجنونية بعد كمرات ساهر، لأنه ليس من المعقول والمنطق أن توضع كمرات ساهر وسيارات ساهر واحدة تلو الأخرى في الطرق المختلفة ومن العجيب في الأمر ان بعض الناس اصبحوا يحذرون السيارات التي خلفهم بوجود كمرة ساهر بواسطة تشغيل الغماز اشارة الى وجود سيارة ساهر فنهدىء السرعة وبعد ذلك انطلق بالسرعة الجنونية، كما ان بعض الناس فطنوا للأمر ووضعوا شريط لاصق المونيوم على المكان الخاص في لوحة السيارة. ان التحايل على النظام امر سهل اما التحايل على الضمير وعدم احترام الانسان لنفسه وعدم احترام الأنظمة فهو من الأمور المشينة ولا ترضي العباد ولا البلاد، فإذا كل انسان اصبح يتفاخر انه احتال على النظام فمعنى ذلك أن ضميره ميت وغير واع فكيف يقوم هنا الشخص بعد ذلك بتربية ابنائه وانشائهم النشأة الاسلامية الصالحة، ويكفي ما خسره الوطن من الشباب والصغار والكبار من جراء حوادث السيارات وكأننا نحارب أنفسنا والعياذ بالله، ان كل أسرة عانت من فقد ابن او عزيز او تركت عاهة مستديمة لأحد ابنائها نتيجة حوادث السيارات وعدم اللامبالاة من الغير وعدم التقيد بأنظمة السير في البلاد حيث ندفع في كل يوم ما يقارب من عشرة قتلى وان ثلث أسرة المستشفيات يرقد عليها ضحايا السيارات فلماذا هذا التساهل بأرواح العباد، ولماذا هذه السرعة الزائدة عن الحد في السيطرة على السيارة ان السرعة المحددة هي أسلم الطرق بعون الله لتفادي الحوادث كما ان الصيانة الدورية للسيارة ومراقبة اطاراتها وعامة أمورها فهو ادعى للسلامة من الحوادث كما ان الالتزام باشارات المرور وعدم تجاهلها وعدم قطعها من أسباب السلامة بعون الله تعالى. ومن طلب أسباب السلامة وجدها والعاقل من اتعظ بغيره، فياسادة يا كرام ان اسباب الحوادث يمكن تلافيها ومن أمثلة ذلك عدم تسليم السيارة لصغار السن والمستهترين وعدم القيادة عند حدوث النعاس والاجهاد وخاصة في العطل والاجازات وعدم ترك السيارة بدون صيانة دورية واعطاء السائق الساعات اللازمة للنوم والراحة. وكما قال تعالى في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) التحريم 6 وقال سيد الخلق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا اراد أحدكم أمرا فعليه بالتؤده). اللهم اصرف عنا السوء وابعد عنا مصائب حوادث السيارات والمسلمين انك سميع مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.