في إحدى المناسبات الاجتماعية دار الحديث بيني وبين أحد الشباب المقبل على الزواج في أمور شتى ومن بين ما سألني عنه هو لماذا تكره المرأة زوجها؟ عندها أجبته قائلاً: يا أخي الكريم الكراهية بشكل عام لا تأتي بدون أسباب والمرأة كما هو معروف مجموعة من المشاعر والأحاسيس وهي رمز المحبة والحنان والعطاء المتدفق وهي الأم والأخت والزوجة والابنة والقريبة وهي كيان البيت الشامخ. ومن هنا نجد أن هناك أسباباً عديدة تجعلها تكره الزوج بعد أن كانت تحبه وتتمنى رؤيته في كل وقت، ومن وجهة نظ ري أرى من أسباب الكراهية عدم معاشرتها بالمعروف وبما أراد الله عز وجل لها أن تكون ، إضافة إلى حرمانها من النفقة والتقصير في تلبية طلباتها الضرورية بسبب بخل الزوج ..كما أن من الأسباب المؤدية إلى الكراهية الغيرة الزائدة عن حدها لأن الغيرة المعتدلة تدخل السرور إلى الأسرة بعكس الغيرة المفرطة والتي تندلع شرارتها في كل أرجاء المنزل فتصبح الحياة لا تطاق اضف إلى ذلك إفشاء الأسرار الزوجية والخاصة جداً بالزوج والزوجة والتي لا يجوز لأي كائن من كان التحدث بها .وكذلك وجود الخيانة الزوجية التي قد يمارسها الزوج خارج محيط أسرته ..وكذلك هجر الزوج لزوجته بلا سبب مقنع ، اضف إلى ذلك غياب الزوج عن بيته لساعات طوال مع الأصحاب والأصدقاء أو السفر الدائم بلا حاجة تذكر والاهمال من قبل الزوج لزوجته في الفراش وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة لتوعده دائماً لها بالزواج أو الطلاق وكذلك أنانية الزوج وتلفظ الزوج على زوجته بعبارات لا تليق وإهماله لها حتى من أبسط عبارات الثناء والتقدير. وهنا قاطعني محدثي قائلاً: وكيف الحل إذن ؟ فأجبته بأن الحل بسيط جداً إذا اتبع الزوج الأسلوب الأفضل وسعى إلى البعد عن تلك الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الكره وعلى الأزواج أن يعلموا تمام العلم بأن الزوجات يردن من أزواجهن القلب الصافي لتسكن إليه والكلام الطيب الذي يريح مشاعرها، إنها تريد حباً وحناناً ، تريد حباً لتأنس به وقرباً تشعر من خلاله بقرب زوجها منها ولكي تعيش حياة مليئة بالدفء والأمان الذي طالما حلمت به ..لقد قال الله جل شأنه في كتابه الكريم : (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً...). وقول سيد البشر صلوات ربي وسلامه عليه : (رفقاً بالقوارير ) ..وقوله عليه الصلاة والسلام ( استوصوا بالنساء خيراً). وقوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). فأطرق محدثي رأسه وقال: بإذن الله عز وجل سأنفذ كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسأكون بإذن الله الزوج الذي يهمه سعادة شريكة حياته..فأجبته: يا أخي لو كل زوج منا نفذ تعاليم الشريعة المحمدية لما وجدت المشاكل والخصومات التي ملأت أروقة المحاكم والشرط ..تصور المرأة تحب الرجل الذي يتعامل معها برفق وحنان لكونها كائناً حساساً جداً، تحب الزوج الكريم السخي، تحب أن يشاركها أفراحها وأحزانها ، تحب أن يداعبها بكلمات رومانسية وبعبارات صادقة خارجة من القلب، تحب أن ترى الغيرة المعقولة منه، تحب أن يمدحها بين وقت وآخر وأمام ابنائها وأسرتها، تحب أن يثق فيها ويعاملها معاملة إنسانية، تحب أن تراه نظيفاً ولطيفاً في سائر أموره.. وتكره الصامت المنشغل عنها ، وتكره من يهددها بالطلاق وبالزواج ، وتكره الاناني والبخيل والمستبد ومن يستخدم الضرب والشتم وتكره الحديث عن تعدد الزوجات أو أن يمتدح انسانة أخرى حتى ولو كانت من أقرب الناس إليها، أو ينظر إلى غيرها..فلو عمل الزوج بكل ذلك وابتعد عن كل ما يؤثر على حياته الزوجية لعاش في جنة وسعادة وحبور..والله أسأل للجميع سعادة زوجية هادئة وهانئة. همسة: (السعادة لا تدوم في جو مملوء بالغيوم).