لا شيء يعلو على الإرادة، وهو ما أكّده غانم المفتاح، أو كما يقولون عنه “معجزة الخليج” عندما تحدّى إعاقته، وطاف بالكعبة المشرّفة 7 أشواط مشيًا على يديه، رافضًا استخدام الكرسي المتحرك. من هو غانم المفتاح؟ هو طفل قطري، وُلد بالدوحة، عاصمة قطر، في الخامس من مايو 2002، ونجح بابتسامته في أن يثبت حقه في الحياة ويواجه كل المصاعب، حيث لعبت أسرته دورًا كبيرًا في زرع الثقة والإرادة في نفسه. وقالت والدته، إيمان العبيدالي، خلال حوار سابق لها مع جريدة (الأنباء): “عندما حملت بطفليّ أحمد وغانم، وهما توأمان، أبلغني الطبيب المشرف على حالتي آنذاك أنني حامل بتوأمين، أحدهما طفل طبيعي والآخر يعاني من تشوّهٍ كبير، وضمورٍ في عموده الفقري، ويفتقر لوجود حوض، كما أنه مصاب بمتلازمة التراجع الذيلي، وفي هذه الأثناء، كنت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن أحتفظ بهذا الجنين الذي تشير التقارير إلى أنه لن يبقى على قيد الحياة، وإن بقي فستكون حياته قاسية للغاية، وكان الخيار الثاني هو الإجهاض، وهو الأمر الذي حاول الكثير من حولي إقناعي به، وكنت أرفض وبشدة، فقرّرت -وأنا أعرف صعوبة قراري- أن أحتفظ بهذا الجنين، لأن قلب الأم مختلف عن جميع القلوب، فلا يمكن للأم أن تتخلّى عن طفلها، بل إن الأم تناضل من أجله”. بداية الصعوبات: وكانت البداية الأصعب هي العمليات الجراحية الدقيقة، وقرار الأطباء ببتر أرجل الطفل، الأمر الذي تركته الأم للصغير حتى يكبر، فكان قراره بأن يخضع بالفعل لهذه العملية، ولم تجد العائلة أي مدرسة تقبل بالطفل لتخوّفهم من تحمّل نفقات تجهيز المدرسة بما يتناسب وحالته، فما كان من العائلة إلّا أن تكفّلت بتجهيز إحدى المدارس –على نفقتهم الخاصة– بكل الوسائل التي تمكّن ابنهم من التعلّم، والانضمام إلى المدرسة. مرض غانم المفتاح: ويُعرف مرضه ب “متلازمة التراجع الذيلي”، وهو عيب خلقي نادر الحدوث يغيب فيه كل من العجز، والعصعص، وتتشوّه فيه الفقرات القطنية، ويحدث هذا المرض بمعدل قرابة واحد لكل 25000 ولادة حية.