غانم الرابح دوماً هكذا كتب اسمه عبر حسابه في موقع «آنستغرام»، وله أكثر من 135898 متابعاً؛ لتفاؤله وعطائه وإنجازاته العالمية، التي يثني الجميع عليها، على رغم إصابته بمتلازمة التراجع الذيلي. الطفل القطري غانم محمد المفتاح التوأم لشقيقه أحمد وفي خلال أشهر الحمل أبلغ الطبيب والدته أنها حامل بتوأمين، واحد منهم يعاني من تشوه كبير وضمور في العامود الفقري ويفتقر إلى وجود حوض، فكانت الأم الحنون أمام خيارين لحفظ أو فقدان الطفل، ومع اختلاط المخاوف بالحب والأمل كانت هي وزوجها القدمين اللتين فقدهما غانم في حياته، وتحولت الأم من شخصية عادية إلى مخترعة ومبتكرة ومثقفة وصنعت الكثير لتسهيل الصعوبات أمام غانم في المنزل من بناء مدرجات وأبواب صغيرة إلى سلالم متحركة ومنحدرات لجميع المداخل، إضافة إلى الأركان التي يمارس فيها جميع حياته في شكل طبيعي. وعلى رغم الصعوبات في التحاقه بمدارس الدمج كان قرار مركز الشفلح في قطر بتكفل جميع نفقات تعليم غانم، لكى ينهي جميع مراجعه الدراسية داعماً قوياً له، ليصبح طالباً مثابراً متفوقاً بأكاديمية الجزيرة وأثبت خلال فترات قصيرة نجاحه. وهو من الشخصيات الجريئة الواثقة كثيراً بنفسها، وله مشاركات في بطولة ذوي الإعاقة في دبي وإنشاء جمعية غانم الرابح للكراسي المتحركة، وهي جمعية ليس لها صفة رسمية، ومقرها منزله ويسعون من خلالها إلى شراء عدد من الكراسي، إذ وصلت قيمتها 200 ألف ريال ووُزعت على المحتاجين إلى جانب تأليف كتيبات وطباعتها، يسرد فيها قصة قصيرة عن حياة غانم باللغتين العربية والإنكليزية، وسعت والدته إلى تأسيس نادي غانم الرياضي عام 2008، للسماح لكل الأطفال سواء الأصحاء أم من ذوي الإعاقة بالاشتراك لممارسة لعب رياضية مثل الكاراتيه وكرة السلة والتزلج ضمن رؤيتها لتوفير مرافق تمكن ذوي الإعاقة الحركية من الحياة باستقلالية. وكان إصدار كتاب غانم مهماً لبث تجاربه وحياته للآخرين مع الإعاقة؛ لنشر التوعية في المجتمعات اتجاه ذوي الإعاقة والقضاء على ظاهرة الخجل الاجتماعي، وكانت تجربته مميزة ممزوجة بإرادة قوية وإيمان بالله، ويقول في كلمته الأولى في الكتاب: «اسمي غانم، طفل قطري، ولدت في دوحة الخير عاصمة قطر في الخامس من أيار (مايو) 2002، وتنسمت ربيع بلادي في لغتي، يعني اسمي الرابح دوماً، فلاسمي معنى ومغزى، ولنقرأ ونسمع معاً حكايتي الجميلة، وقد كتبت قصة غانم أم غانم على لسان غانم وطبعت بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة». وفي حساب غانم الكثير من المواقف والذكريات والرسائل التي تحمل أهدافاً إيجابية مليئة بالتفاؤل يشاركون معه محبيه من كل مكان ويعبرون بصدق لنجاحاته.