حقق رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، رغبة الشاب القطري غانم محمد المفتاح، الذي خرج للدنيا بنصف جسد ودون أطراف سفلية، في أداء العمرة والطواف حول الكعبة سبعة أشواط على يديه، رافضا الاستعانة بكرسي متحرك. وما إن سمع الأمير سلطان بن سلمان برغبة الشاب المفتاح، حتى تحرك لتلبيتها، وتولى بنفسه متابعة الترتيبات الأمنية لتسهيل حركة غانم وأفراد أسرته، إذ كلف فريقاً من المسؤولين لاستقبال الشاب منذ وصوله إلى مكةالمكرمة حتى أدائه العمرة مع أفراد أسرته، كما حقق الشاب القطري حلمه بتقبيل الحجر الأسود، وسعد بلقاء إمام الحرم المكي الشريف الشيخ ماهر المعيقلي قبل أن يتم نسكه بيسر وسهولة، بعد صلاة مغرب أمس الأول (الجمعة). ورغم أن غانم من أصحاب القدرات الخاصة، إلا أنه حقق الكثير من الإنجازات وحطم الكثير من الأرقام القياسية ويعد أحد أبرز قاهري الإعاقة مثبتاً للأصحاء أن الإرادة لا يمكن قهرها أو الوقوف في وجهها. الطفل القطري غانم محمد المفتاح التوأم لشقيقه أحمد وفي خلال أشهر الحمل أبلغ الطبيب والدته أنها حامل بتوأم، واحد منهما يعاني من تشوه كبير وضمور في العمود الفقري ويفتقر إلى وجود حوض، فكانت الأم الحنون أمام خيارين لحفظ أو فقدان الطفل، ومع اختلاط المخاوف بالحب والأمل كانت هي وزوجها السند لغانم في حياته، وتحولت الأم من شخصية عادية إلى مخترعة ومبتكرة ومثقفة وصنعت الكثير لتسهيل الصعوبات أمام غانم في المنزل من بناء مدرجات وأبواب صغيرة إلى سلالم متحركة ومنحدرات لجميع المداخل، إضافة إلى الأركان التي يمارس فيها جميع حياته بشكل طبيعي. وسعت والدته إلى تأسيس نادي غانم الرياضي عام 2008، للسماح لكل الأطفال سواء الأصحاء أم من ذوي الإعاقة بالاشتراك لممارسة لُعب رياضية مثل الكاراتيه وكرة السلة والتزلج ضمن رؤيتها لتوفير مرافق تمكن ذوي الإعاقة الحركية من الحياة باستقلالية.