زارت صحيفة “المواطن” القرية التراثية بمحافظة تنومة، شمال مدينة أبها، وهي قرية “القُريّة” التراثية التي تتميز بطبيعتها الساحرة وخصوصًا في وقت تساقط الأمطار وفصل الصيف، وتعتبر إحدى قرى قبيلة الجهاظمة. والتقت “المواطن” بأهالي القرية، بعد أداء صلاة العصر، في المسجد التراثي الذي يعتبر مَعْلمًا بارزًا لأي زائر في أثناء وصوله إلى هذا الموقع التراثي الجاذب، إذ أعيد ترميميه بطريقةٍ تراثية رائعة، وتحدَّث إمام المسجد فايز عبد الله الشهري، وزارع عبد الله الشهري. وقالوا: “تعتبر قرية (القُريّة) من القرى التراثية التي تمتلك مقومات تراثية وسياحية فريدة، إذ إنها تحتوي على ما يقارب 30 منزلًا قديمًا، حيث يمكنك التنقُّل فيما بينها عن طريق المساريب، وهي الطرق ذات المسارات الضيقة بين المنازل القديمة، ويوجد بها بئر منذ قديم الزمان، وتعتبر من الحالات النادرة أن تحتوي إحدى القرى التراثية السكنية بئرًا خاصة داخل محيط المنازل، حيث كانت تستخدم لأغراض القرية كالشرب ونحوه، ويوجد بها -إلى الآن- مياه وفيرة”. وتابعوا: “بدأت هيئة السياحة والآثار المرحلة الأولى، وبمساهمة من بلدية المحافظة، في مشروع تأهيل القرية الأثرية، حيث بدأ العمل، وأُنجِز في رصف الطرق، والممرّات الداخلية للقرية، والساحات بين المنازل القديمة دون المنازل التي تنتظرها مرحلة أخرى من الترميم ليكسبها هذا الترميم بريقًا وعناية مهمة قبل اندثارها وسقوطها”. وأردفوا قائلين: “نحن كلّنا أمل في استكمال ترميمها لتكون معلمًا سياحيًا بارزًا في محافظة تنومة ومنطقة عسير”. الجدير بالذكر أن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار قد زار القرية -في وقتٍ سابق- حيث تجوَّل في القرية والتقى أهلها. وأُعجَب بما تتميَّز به القرية من تصميم يحاكي الفن العمراني القديم الذي تتميَّز به المنطقة، ووعد سموّه الكريم بترميمها وإعادة تأهيلها، وهو ما تم بالفعل على أرض الواقع في الوقت الحاضر.