تعدّ قرية آل خلف بني بشر قحطان إحدى القرى المتناثرة في منطقة عسير ، تبعد عن مدينة أبها 120كم وعن سراة عبيدة 17كم وتقع على ارتفاع يصل إلى 2000م فوق سطح البحر وتبلغ مساحتها حوالى عشرة كيلومترات وتضم عدة قرى تابعة لها هي العرابة وآل قطعاء ووادي ثبيته « المحاجر « واسم بلدة آل خلف مشتق من اسم الجد الأول لسكان آل الخلف واسمه خلف بن يعلى بن حميد ويرجع تاريخها لأكثر من خمسة قرون من الزمان وهي ذات تاريخ عريق زاخر. وقرية آل خلف ينتظرها مستقبل سياحي بارز بعد إعلان الهيئة العامة للسياحة والآثارعن تأهيلها وترميمها ضمن برنامج تنمية القرى التراثية الذي تنفذه الهيئة إلى جانب إنشاء جمعية تعاونية لتأهيل القرية ودعمها بمليون ريال من حساب الهيئة. وأكد عدد من الباحثين والمختصين في علم الآثار أن قرية آل خلف تعد ضمن القرى الأثرية، لما تضم من تراث عمراني وفن معماري يضربان بجذورهما في أعماق التاريخ، وهو ما أوجب على الهيئة وضع هذه القرية ضمن مشاريعها. كما أكدوا أن قرية آل خلف في بني بشر من أجمل القرى التي ما زالت تجذب إليها السياح وتتميز بقصورها العالية وأبراجها المرتفعة القديمة وغارها الشهير الذي يحتوي بداخله على أربع غرف وأعمدة من المرمر ومكان للطهي وآخر لإيقاد النار وباب تدخله الشمس مرتين في اليوم وجامع آل مطر الأثري ومسجد (القطفة)، والخزانات الدائرية المنحوتة في الصخر، وفيها بئر برحا أو بئر (بني هلال) وهي منحوتة يدوياً وعمقها 20 متراً وماؤها متوفر على مدار العام. وأكد الامير سلطان بن سلمان لسكان قرية آل الخلف القديمة جدوى أعمال الهيئة داخل القرية، لأن معظم المباني أصبحت آيلة للسقوط، وتعد قرية آل الخلف من الكنوز الأثرية التي تعطر بعبقها التاريخ، اختيرت مؤخراً لتكون قرية أثرية من بين أكثر من خمسة آلاف قرية وهجرة في منطقة عسير كقرية نموذجية يجب المحافظة عليها من الاندثار وذلك لما تحتويه من آثار ومعالم بارزة شاهدة على حضارة مضت وقصة كفاح عاشها إنسان هذه القرية، فقرية آل الخلف لها خصوصيتها في البناء حيث تتوافر فيه دقة التنفيذ والمتانة والقدرة على تحمل العوامل الطبيعية، والزائر للقرية يرى ان هناك طابعا خاصا لكبر حجم القرية وارتفاع المباني القديمة وتشابكها وتعدد أدوارها حيث يوجد 17منزلا متشابكة مع بعضها البعض ولها سطح واحد فقط تخترقها شوارع (أنفاق وأزقة) ولها منعطفات كثيرة وتتخللها فتحات جانبية لإضاءة الأنفاق والأزقة، وهذا النوع من البناء فريد في منطقة عسير حيث يوفر الحماية الأمنية لأهالي القرية أيام الحروب.