يعد موسم الخضير -نوع من أنواع الذرة – موسم كسب مالي غير متوقع من الشباب السعودي الباحثين عن الكسب المادي الذين يعزفون عن المواسم الزراعية المربحة، التي تجد إقبالًا كبيرًا من العمالة العربية التي تحقق أرباحًا كبيرة جدًا، وإن بدت طريقة تسويقها بدائية. “المواطن” التقت عددًا من الباعة في سوق الخضير على الطريق الدولي بالقرب من محافظة بيش شمال جازان، للتعرف على التفاصيل المادية والأرباح التي يجنيها الباعة في موسم الخضير، الذي يخلو من السعوديين، ويستمر قرابة الشهرين بحسب الباعة، فيه تجني سنابل الذرة خضراء قبل أن تشتد وتستخرج من السنابل وتطحن لتؤكل في عددٍ من الأكلات والأطباق المشهورة في منطقة جازان. بداية، قال البائع اليمني محمد أحمد ل”المواطن” يتنوع المعروض بين “العذوق” تعني بقاء السنبلة في رأس النبته ويصل سعرها إلى 30 ريالًا للأبيض، و20 ريالًا للأحمر ويعني بالأبيض الخضير الذي لم تخالطه حمرة، فيما يصل سعر حبوب الخضير بعد “الخبط” -عملية ضرب السنابل بعصاة داخل زنبيل مصنوع من سعف النخل (الطفي)- ليخرج ما بها من حبوب ثم تجمع في أكياس صغيرة إلى 50 ريالًا، وتباع الأكياس التي تحتوي على الخضير بعد الطحن -يشتريه المسافرون بكثرة ويحفظ بالثلج ويستمر لفترة طويلة -بسعر 60 ريالًا. وتابع نبيع في البسطة مايقارب 250 رزمة من العذوق بنوعيها، فيما يقبل الكثير من المشترين على أكياس الحبوب وتبيع البسطة الواحدة ما يقارب ال300 كيس عبر باعة يعملون باليومية أو نسبة على الكمية التي يتم بيعها، كما تصل مبيعات المطحون إلى 100كيس، مشيرًا إلى أن هذه الأعداد كمتوسط في بداية الموسم،تزيد وتنقص بسبب الإجازات الأسبوعية، وترتفع الأسعار بزيادة الإقبال. أرباح كبيرة وعمل مجهد وعن طريقة الحصول على الكميات الكبيرة من المحصول يقول البائع اليمني جابر علي: إن البعض يستأجر مساحة من الأرض الزراعية بمبلغ متفق عليه مع أصحابها، ويجلب عمال ويزرع الأرض ويحصل على محصولها من النبات ويبيع سنابل الخضير أو حبوب الخضير والذرة، وأيضًا يبيع “القصب” -نبات الذرة الذي يشتريه أصحاب المواشي، فيما يشتري البعض المحاصيل من المزارعين بمبالغ تعتبر رخيصة، ومناسبة للاستفادة من موسم الخضير. ويضيف جابر أن الموسم يدر أرباح كبيرة بحمد الله يغطي قيمة الإيجار والعمالة لكنه مجهد جدًا. متوسط الدخل اليومي وقال عدد من الباعة: إن متوسط الدخل اليومي للبسطة الواحدة يقارب خمسة ألف ريال، في فترة النهار التي تبدأ من العاشرة صباحًا إلى قبيل المغرب، يرتفع الدخل في منتصف الموسم لأكبر من هذا المبلغ بكثير، ويتدنى في نهاية الموسم. استبعاد المنافسة والتنظيم وفي سؤالنا حول هل من الممكن أن يجدون منافسة من الشباب السعودي على الاستفادة من الموسم؟ رأى الباعة في سوق الخضير أن هذا يعد أمر مستبعد فالشباب السعودي يبحث عن الوظيفة والمشاريع المريحة ذات الطابع المنظم، بينما موسم الخضير يحتاج مجهود كبير، وتواجد طوال النهار على الطريق، وركض خلف السيارات التي يقف أصحابها للشراء. كما استبعد الباعة الذين التقتهم “المواطن” أن تنظم عملية بيع الخضير كما يحدث في مهرجان المانجو ومهرجان البن، ذلك لأن المانجو تزرع في مزارع محصورة بها عمالة، والبن يزرع في منطقة جبلية معينة، بينما الذرة ومنها الخضير يزرع في “البلاد” مساحات شاسعة من الأراضي على امتداد منطقة جازان ويعتمد في زراعته على مياه الأمطار والسيول ويتطلب معرفة بالمواسم المناسبة للزارعة، والتي يعرفها كبار السن، والعاملين في الزراعة.