يستعد المزارعون في جازان في هذه الفترة لاستقبال موسم الخضير، فالمزارع تشهد استنفاراً لحماية العذوق من الطيور ومنعها من الاقتراب، التي تستغل طول المساحات الشاسعة لكي تهجم على المحصول وتأخذ نصيبها من الحبوب، إلا أنها تواجه في أكثر المزارع حماية مشددة من قبل العمالة الأجنبية، الذين يتم استئجارهم خصيصاً لهذا الموسم، حيث يقومون برمي الطيور بأدوات بدائية كالميضفة التي تحمل احجاراً ويرمى بها الطير، أو المنبال الذي يصدر صوتاً قوياً لتهرب منه الطيور، والخضير عبارة عن حب الذرة التي تشتهر بزراعتها جازان، حيث تعرف سنابل الذرة عندما تكون حباتها تميل للخضرة أكثر من الحمرة أو البياض وهي تكون قد وصلت إلى آخر مرحلة من مراحل نضجها ولهذا سمي بهذا الاسم بسبب لون حباته الخضراء، ويمر حصاده بمراحل تأتي بدايتها في عملية النصيد وهو تقطيع القصب الذي يحمل العذوق ثم بعد ذلك يتم تجميعها في منطقة مرتفعة قليلاً وتسمى المجران يقوم المزارعون فيها بخبط العذق لتفريغه من حبات الخضير ثم توضع في زنبيل خاص، وبعد كل تلك المراحل يأتي دور ربة المنزل في طحن حباته الطرية لينتقل بعدها إلى المرحلة الأخيرة بعد الطحن وهي خبزه ووضعه في الميفا قبل ان يكون صالحاً للأكل لعدد من الأطباق الشعبية التي تشتهر بها جازان كالمرسة والخمير، أو يفت ويوضع في حيسية مع قليلاً من الحليب، ويقدم اصحاب المزارع الخضير كهدايا للجيران والأصدقاء، وفي السابق يعد بيعه من العيب على صاحب المزرعة لكنه أصبح اليوم يباع في أكياس يصل قيمة الكيس الصغير من 20 إلى 30 ريالا يعرضه عمال المزارع على السائقين في الطرق السريعة والأسواق الشعبية.