ولد “إيرل ديكسون” في العام 1892للميلاد و عاش حياة إعتيادية ب “نيو جيرسي” حتى تم تعيينه موظف مشتريات للقطن بالشركة الأمريكية الشهيرة “جونسون آند جونسون” ومضى يعمل بها حتى أرتبط قلبه عشقاً بالآنسة “جوزفين فرانسيس” بالعام 1917 م,و أرتبطا بعقد زواج و تعاهدا على أن يمضيا ما تبقى من العمر يمنحان بعضهما الحب و الرعاية والإهتمام, الحياة الزوجية في بيت و احد كشفت للسيد “ديكسون” مدى قصور زوجته “جوزفين” في التعامل مع أدوات المطبخ ,فكلما دخلت المطبخ لتقدم له وجبة إلا وينتج عن ذلك جرح في يدها أو ذراعها , رغم حرصه على تنبيهها و التأكيد عليها بتوخي الحذر عند إستخدام أدوات المطبخ إلا أنها و رغم حذرها نادراً ما تخرج من المطبخ دون جروح بسيطة أو إصابات طفيفة , و بحكم عمله كموظف مشتريات للقطن بالشركة فكر بأن يطبب جروح زوجته وذلك بأن يضع قطع من القطن على موضع الجرح ومن ثم يلصق عليها شريط لاصق , أصبح لاحقاً هذا الشيء لا يكفي للعناية بزوجته ففي حالة عدم تواجده بالمنزل لا تستطيع أن تعالج نفسها ,فجعل يفكر في طريقة تسهل لزوجته أن تضمد جراحها الصغيرة بنفسها في حالة عدم تواجده بالمنزل حتى أهتدى للصق قطعا صغيرة من القماش النظيف والمعقم في منتصف شريط لاصق، بحيث تبقى هذه القطع جاهزة للاستعمال فورا عند حدوث أي طارئ، وبالفعل نجحت الفكرة وأخذت زوجته بمعالجة نفسها وتطبيب جراحها بعد كل إصابة. أخبر زملائه بالشركة بالطريقة التي أنتهجها للعناية بزوجته فشجعوه بأن يقترح إبتكاره كمنتج تقوم الشركة بترويجه تجارياً , رغم أن الفكرة كانت رائعة و منحته السعادة لعنايتها بزوجته أثناء غيابه ونالت إعجاب الشركة إلا أنها لم تنجح تجارياً ففي العام الأول لم تتجاوز المبيعات أكثر من 3000 دولار و لإيمان الشركة بأن هذي الفكرة ستنجح شرعت لترويج الضمادات اللاصقة مجاناً على الفرق الكشفية في كافة أنحاء الولاياتالمتحدة حتى نالت شهرة واسعة ومبيعات هائلة مما جعل السيد”إيرل ديكسون” يحظى بتقدير بالغ من قبل الشركة “جونسون آند جونسون” وتم تعيينه نائباً للرئيس حتى تقاعده في العام ال 1957م, ضمادات السيد “ديكسون” لم تكن سوى نتاج إهتمامه بزوجته ,فحبه لها جعل من خروجه من المنزل و تركها وحيدة شيء يثير قلقه إثر درايته التامة بأنها غالباً ما ستصاب بجرح في حالة دخولها للمطبخ , تفكيره بها و خوفه عليها هو ما جعله يعصر خلاصة تجاربه بالحياة وبالعمل ليهديها ضماداً يطبب جراحها أثناء غيابه القسري عنها. نحن كذلك كثيراً ما نغيب قسرياً عن منازلنا لذهابنا إلى العمل أو إلى مشاريعنا الأخرى و لكننا كثيراً ما نخرج دون أن ننتبه لجروح زوجاتنا الصغيرة , جروح أطفالنا , و أبائنا, نخرج دون أن نطمئن عليهم و دون أن نسألهم مالذي يزعجهم و دون أن نضمد جراحهم الصغيرة و نهملها حتى تستفحل جروحاَ غائرة لا تكفي بعدها محاولاتنا الصغيرة لتضميدها , جروح من نعاشرهم ليس شرطاً أن تكون مثل جروح السيدة “جوزفين” جروح جسدية فأرواحهم عرضة للجروح أكثر من أجسادهم إذ لم نسارع لتضميدها مبكراً سنخسرهم حتماً و ستنمو جراحهم حتى نفقدهم. سؤالنا و إهتمامنا بمن نحب ضمادات مؤقتة تعتني بهم أثناء غيابنا فلنوفرها لهم بكرم و بغزارة .