قبل مايقارب ال 100 يوم انطلق مشاورات الكويت إلا أنه منذ اليوم الأول، لم يثبت الحوثي وأنصار المخلوع صالح، نيتهم الصادقة للتوصل لحل سلمي يجنب اليمن المزيد من القتل والتدمير. فخلال مسيرة المفاوضات، أثبت الحوثي وصالح أنهم لن يتراجعوا عن تدمير اليمن حتى آخر يمني . مماطلات الحوثي وتعقيداته للأمور في مفاوضات الكويت، كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى، وتعامل وفد الحكومة معها بنفس طويل وروح تتسم بالحس الوطني والمسؤولية، تككلت بموافقة وفد الحكومة على الاتفاق الأممي لإنهاء النزاع. لم يتورع الحوثي وصالح وأذنابهما الموالين لأيران في الداخل اليمني من اختلاق العقبات واستغلال المفاوضات لكسب الوقت، والاعتداء ليس على اليمنيين بحسب بل محاولاتهم العبثية على الحدود السعودية . وبالرغم من التحذيرات المتتالية من عدم صدق الحوثي في التفاوض، إﻻ أن الكويت ودول التحالف في اليمن بقيادة المملكة، دفعت جهود الحل السلمي وأبدت مرونة منقطعة النظير لتفويت الفرصة على الحوثي. لكن التطورات التي اتخذتها ميليشيا الحوثي وصالح على أرض الواقع، نسفت كل الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، وأعادت القضية إلى الصفر؛ حيث المعاناة اليومية للشعب اليمني. وفور إعلان الحوثي والمخلوع صالح تأسيس ما يسمى بالمجلس السياسي، توالت ردود الفعل الدولية الرافضة لهذا الأمر، داعية الانقلابيين إلى الانصياع لمقررات الأممالمتحدة والمرجعيات الدولية. منظمة التعاون الإسلامي، أكدت وبشكل قاطع رفضها لمجلس الحوثي – صالح، وهو ذات المعنى الذي عبّر عنه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وعدد من قادة المنظمات الدولية والإقليمية. الغريب في الأمر أن القوى اليمنية في الداخل، رفضت المجلس السياسي واعتبرته انقلاباً جديداً على الشرعية في اليمن، داعية الحوثي وصالح إلى التوقيع على الاتفاق الأممي. ويرى محللون أن المشاورات اليمنية التي بدأت في الكويت منذ أواخر أبريل الماضي، وكتب لها الفشل بسبب التعنت الحوثي سيعزز من خيارات الحل العسكري، وهو ما ظهرت ملامحه في تحرك القوات العسكرية على الأرض، بوتيرة أسرع من ذي قبل، وارتفعت أسهم الخيار العسكري على حساب الحلول السلمية.