لعلي حاولت من خلال عنواني هذا مجاراة القافية لاسم البرنامج الذي أودّ الحديث عنه اليوم “رامز بيلعب بالنار” ومع ذلك فقد عنيت ما أقول تماما وليس الخروج عن الإطار هنا هو الخروج على المألوف بل الخروج عن حدود المعقول ! خاصة أن دعاوى المبدعين تحث على الخروج عن المألوف أو التفكير خارج الصندوق كما يقولون إلا أن نجمنا اليوم وصل به الحال إلى التفكير خارج الكوكب لأنه حين هم بالتفكير خارج الصندوق أتخمه الإبداع فلم يجد متسعاً لأفكاره الفلكية بين أحضان كوكب البشر ! في بادئ الأمر تفاعل الجميع مع فلسفة رامز جلال التي طورت برامج الكاميرا الخفية وكسرت التقليدية المملة لهذا النوع من البرامج الترفيهية لاسيما أن الجمهور العربي سئم الفبركة المكشوفة التي كانت تقدم بها للمشاهد الذي أصبح أكثر وعياً ؛ وصفقنا له جميعاً بين الإعجاب بشخصيته والدهشة من الإمكانيات الضخمة التي سخرت لجعل ما يقدمه محتوى أكثر تشويقاً.. فالرجل صاحب ظل ووزن خفيف أيضاً ويمتلك بعينيه الجاحظتين وتقليعات شعره ولحيته المختلفة كاريزما كوميدية نادرة فضلاً عن تمكنه من أدواته ومخزونه الضخم من الكلمات و”الإيفيهات” المضحكة التي يستخدمها في الوصف والتعليق المصاحب لكل مشهد خلال برامجه وهو ما أهله ليكون النجم الأول لهذه البرامج وأكسبه صيتاً ذائعاً ضجت به المجتمعات العربية وتداولته وسائل الإعلام بزخم منقطع النظير الأمر الذي شجعه على الاستمرار وتقديم برامجه براً وبحراً وجوًا ! ولكن .. ثمة معطيات تجعلنا نطرح السؤال التالي: هل تحول “جلال” النجم المرح إلى مستثمر في قطاع مقالب الكاميرا الخفية؟! حين يزج بأفكاره الشيطانية كما يدعي بضيوفه الغافلين في ظروف نفسية وعصبية وجوية مختلفة من خلال برنامجه الحالي ( بيلعب بالنار ) ويدفع بهم لمواجهة الخوف والقلق والماء والنار على حد سواء بل ويرغمهم على السقوط وبذل مجهود خرافي في صعود السلالم الطويلة وسط لهيب النار وقوة خراطيم المياه وصرخات الهلع والاستغاثة وأكاد أجزم بأنه على غير دراية بظروفهم الصحية أو مدى لياقتهم البدنية على أقل تقدير.. وحين يصل به الحال لسحب إحدى “ضحاياه” إن صح التعبير من ذراعيها بمساعدة فريقه المختص وهي في وضع أقرب ما يكون إلى الإغماء فقط ليكمل فصول خدعته حتى النهاية ! وحين يكشف قناعه ويصفق مطالباً جميع من معه بالتصفيق بينما يكون الضيف المصدوم إما مستلقياً على الأرض تحت أشعة الشمس وبالكاد يستطيع فتح عينيه والتقاط أنفاسه أو منشغلاً بإصاباته نتيجة ما حدث ثم يأتي ليحاول بأسلوبه الخاص إقناعهم بالضحك وتقبل الأمر ! ترى هل أغفله جمع الملايين التي تدرها هذه البرامج عن الأقدار التي قد يكون بمسرحيته الضخمة سبباً فيها تجاه زميل أو صديق؟ كل هذه المعطيات تجعلنا نوجه رسالة مقتضبة لصاحب الروح المجنونة والأداء المميز نخبره فيها بأننا لا نرغب مقدماً بمشاهدة ” رامز يصعق بالكهرباء ! ” أو ” رامز يقتل بالسم ” ! في الأعوام القادمة .. أيها النجم عد إلى كوكبك وحذار أن تهوي بك مطامع الثراء ! [email protected]