يعاني سكان محافظتي المجاردة وبارق من مرمى النفايات القريب من الأحياء السكنية، بسبب الأضرار التي لحقت بهم وبأبنائهم بسبب دخان المحرقة، فضلاً عن انتشار الحيوانات الضالة، والروائح الكريهة. وناشد عدد من المواطنين بمحافظتي المجاردة وبارق إمارة وأمانة منطقة عسير توجيه بلدية المجاردة سرعة نقل مرمى النفايات والذي لا يبعد عن الأحياء السكنية سوى 2 كيلو متر، ويقع خلف مشروع مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي, وتأهيل موقعه ومعالجته بما يحافظ على ما تبقى من صحتهم حيث أثّر دخان المحرقة على صحة أطفالهم وكبار السن منهم ولوثت الأكياس والورقيات المتطايرة بيئتهم وأزعجتهم الروائح الكريهة المنبعثة من ذلك الجو الكئيب , كما أن العمالة المجهولة المستوطنة للمرمى – والتي اتخذت الموقع للاستثمار سواء ببيع النحاسيات أو بتصنيع العرق المسكر وترويجه ومحاضر ضبط الهيئات تثبت ذلك – أرّقت مضاجعهم وولّدت لديهم خوفاً على منازلهم ناهيك عن صهاريج الصرف الصحي التي تفرغ حمولاتها في أحد الأودية المحاذية للمحرقة والتي يمتد لأحد السدود بالموقع ما ينذر بكارثة بيئية مرتقبة, فيما أقرّت بلدية المجاردة بوجود العمالة المجهولة بأعدادٍ كبيرة. وأوصت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ورفعت التوصية لوكيل إمارة منطقة عسير منذ 21 صفر للعام الجاري والمبني على تقرير المراقب البيئي المتضمن 10 مشاهدات، حصلت “ المواطن ” على نسخة منه: – 1 – يوجد حرق في المرمى على نطاقٍ واسع حيث يتم مشاهدة الانبعاثات من الطريق العام الممتد من محافظة بارق إلى محافظة المجاردة والذي يبعد قرابة كيلو ونصف عن المرمى. 2 – يوجد عمالة مجهولة في المرمى. 3 – وجود حيوانات ضالة وقوارض في المرمى. 4 – وجود روائح كريهة داخل وخارج المرمى. 5- أدى عدم الطمر الصحي إلى تطاير الأكياس البلاستيكية بالموقع. 6 – تم مشاهدة صهريج لمياه الصرف الصحي في المرمى حيث يقوم بتفريغ المياه في وادي النبعة المحاذي للمرمى. 7 – لاتتوفر في المرمى أي اشتراطات بيئية. 8 – يقع المرمى على مسيلة وادي النبعة الممتد إلى وادي خاط والمؤدي إلى وادي يبه والذي يوجد به سد. 9 – نواتج الحريق من غازات وأدخنة تمتد حتى تصل إلى قرى تريبة والخوش وآل فصيل ومخطط الفيصلية بمحافظة المجاردة وغيرها من القرى. 10 – لم يتم أخذ رأي الرئاسة في اختيار موقع الردم. وتضمن التقرير التوصيات : مخاطبة إمارة عسير لمخاطبة أمانة عسير لإيقاف العمل في المرمى بشكل نهائي وإعادة تأهيله بيئياً تحت إشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة, وتشكيل لجنة من الجهات الحكومية ذات العلاقة لنقل المرمى إلى موقع آخر ملائم بيئياً, وعلى البلدية التعاقد مع شركة متخصصة لتشغيل المرمى. إلا أن ذلك الوضع المأساوي لم يتغير برغم خطره الكبير على صحة وأمن المواطن وسلامة المياه الجوفية ومنع تلوث البيئة. وقال المواطن أحمد مريف البارقي: برغم بُعد منازلنا عن الموقع إلا أن أذاه يصلنا بفعل الرياح واتجاهاتها التي تارةً تشرّق بدخانه وتارةً تغرّب به وتنقله لمحيط أبعد وأوسع وقد أمرض أطفالنا ولوث بيئتنا. وأضاف أحمد عسير: لانعلم من المتقاعس والمستفيد من بقاء المرمى بوضعه الحالي؟ ومع علم مسؤولي البلدية والمحافظة بذلك الخطر إلا أنهم لم يحركوا ساكناً لحمايتنا من ذلك الخطر البيئي بفعل الدخان والمخلفات والصرف الصحي, أو الخطر الأمني بوجود تلك العمالة المستوطنة والتي اتخذت الموقع مكاناً مناسباً للتجارة والتخفي، نطالب بسرعة نقل المرمى ومعالجة موقعه والتحقيق مع المتقاعس. “ المواطن ” عرضت الشكوى على رئيس بلدية المجاردة المهندس عبدالله دلبوح الذي قال: تم تشكيل لجنة من الجهات المعنيه حول موضوع المرمى، وحيث أن المرمى يستخدم من فترة طويلة من قبل بلديتي محافظة المجاردة وبلدية محافظة بارق ويتواجد فيه بشكل كبير المجهولين الذين يقومون بعملية الحرق. وأضاف “تم مخاطبة الجهات المعنيه بهذا الشأن ونوقش الموضوع في اجتماعات المجلس المحلي بطلب تشكيل لجنة من الإدارات المعنية بالمحافظتين لإيجاد موقع مناسب بديل لهذا الغرض. وتابع ” علماً بأن البلديه تقوم حالياً بعمل بوابة وتأمين الحراسة من قبل البلدية والتأكيد على طمر النفايات أولاً بأول تمهيداً لطرحه في مزايدةٍ عامة لاستثمار وتشغيل المرمى وتأمين الحراسة اللازمة له.