زارت صحيفة “المواطن” موقعين تاريخيين جاذبين في أبها؛ هما “قلعة شمسان التاريخية”، وقلعتا “الدقل الكبرى والصغرى”، ورصدت ما تعانيه تلك المواقع التاريخية من إهمال وعبث وتجاهل من الجهات ذات العلاقة؛ كهيئة السياحة والآثار والأمانة، وعدم استغلالهما سياحيًّا. ووثّقت عدسة “المواطن” تهدُّم أجزاء من جدران المكان السياحي دون اهتمام، إلا لوحة اكتفت الجهات المسؤولة بوضع كلمات تعريفية طال حروفها عوامل التعرية. وتوجِّه “المواطن” سؤالها للمسؤولين عن المواقع التراثية في المنطقة: “من المسؤول؟ وهل دور جهات الاختصاص فقط وضع لوحات تعريفية؟!”. الجدير بالذكر أن “قلعة شمسان” التاريخية من المواقع الأثرية المهمة في المملكة العربية السعودية وفي مدينة أبها، وهي عبارة عن قلعة ضخمة مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها 90 × 50 مترًا، مع ثلاثة أبراج وفناء في الداخل مفتوح على غرف القلعة ومرافقها. وللقلعة مدخل رئيسي في الجهة الغربية يطل على المدينة بعرض 4 أمتار، كما عُثر فيها على المدافن الحجرية والكسر الفخارية، وتتكون أبنية القلعة من ألواح حجرية، بما في ذلك أشكال متباينة من الأدوات الحجرية والصوانية، دقيقة التصميم على ملتقطاتها السطحية، لا تزال قائمة حتى الآن، وتقع على إطلالة جميلة بوسط مدينة أبها. أما قلعتا (الدقل) فهما قلعتان تقعان في قمة جبل مطل على مدينة أبها بحي القرى، وتم بناؤهما في العهد الثماني على قمتي جبلين منفصلين، بينهما مسافة 300م؛ فالقلعة الكبرى هي عبارة عن شكل مستطيل تبلغ مساحتها 600م، والصغرى دائرية وتبلغ مساحتها 300م مربع، ومعنى كلمة “الدقل” هو المكان المرتفع المطل، وكانت هاتان القلعتان تُستخدمان كموقع عسكري لحماية المدينة.