في أنحاء متفرقة من مدينة أبها يقبع عدد من القلاع العائدة لعصر الدولة العثمانية والتي كان لكل منها قصة ما زال أهالي المنطقة من كبار السن يتذكرونها حتى الآن، لكن تطور مدينة أبها وارتفاع مبانيها أسهم في تناسي هذه القلاع التي اندثر بعضها ومازال بعضها الآخر متمسكا ببعض لمسات الماضي، إلا أن عددا من المهتمين بتاريخ منطقة عسير وكبار السن فيها طالبوا بضرورة الالتفات لهذه الآثار والقلاع من قبل الجهات المعنية بالسياحة لتحسين ما اندمر منها بفعل قدمها، أو وصول يد بعض العابثين إليها، أو العمل على الإعلان عنها وتعريف السائح وزائر المنطقة بقيمتها التاريخية وجعلها مزارا أثريا يجذب المزيد من الزوار لمدينة أبها خلال الإجازات. يقول علي محيا عسيري وهو أحد كبار السن في المنطقة: توجد بعسير أربع قلاع تعود لعصر الدولة العثمانية وهي قلعة شمسان أو ما تسمى "بقشلة شمسان" وهو المسمى التركي لها ومزجت في بنائها بين الطريقة العسيرية والتركية وهي عبارة عن بناء كبير من الحجر يبلغ طوله 90م وعرضه 50م تميزت باحتوائها على ثلاثة أبراج دفاعية في ثلاث من زواياها فقط بينما المعتاد أن يكون عددها أربعة، في كل زاوية برج كما تلاحظ أن كل برج يختلف عن الآخر من ناحية الشكل المعماري، وتعتبر هذه القلعة الأشهر وتقع في شمال أبها وتعود لعام 1327 تقريبا وكانت مقرا لإطلاق مدفع رمضان وتطل على المدينة بشكل جميل. وأضاف: قلعة ذرة واسمها مأخوذ من موقعها بجبل ذرة الذي يتوسط مدينة أبها وهي أوفر القلاع حظا حيث تم الاعتناء بها وأضحت معلما سياحيا من أشهر المعالم بالمنطقة، بالإضافة إلى قلعة أبو خيال وقلعة الدقل. كما طالب المسن عبدالله طالع بضرورة الاعتناء بقلاع عسير خاصة قلعة شمسان التي اندثرت ولم يعد البعض يستدل الطريق إليها بل وتنامت عليها الأعشاب والأشواك وتهدمت بعض جدرانها على الرغم من أنها أثر سياحي مهم جدا في المنطقة لاسيما أن موقعها يهيئها لأن تكون مصدر جذب لزوار المنطقة خلال الصيف. وبين الأستاذ بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد آل فائع أنه لا يوجد إحصائية معينة عن آثار مدينة أبها وربما تتواجد إحصائية دقيقة لدى إمارة المنطقة أو إدارة الآثار بتعليم عسير، أو الهيئة العامة للسياحة والآثار، مبينا أن أهم تلك الآثار قلعة ذرة التي تمت إزالتها, وقلعة شمسان، والكوبري العثماني في وادي أبها وتعود إلى العهد العثماني، وهناك الكثير من القلاع والحصون الأثرية المتبقية في أبها وبعض القرى القريبة منها تعود إلى فترات تاريخية مختلفة منها ما يعود إلى ما قبل العهد السعودي الأول. وأهاب آل فائع بهيئة السياحة إلى ضرورة الاعتناء بهذه الآثار التي تحتويها المنطقة، خاصة قلعة شمسان مطالباً بسرعة تسويرها والحفاظ على ما تبقى منها. وأوضح عضو الجمعية الوطنية للمحافظة على التراث المحامي عبدالعزيز بن فؤاد عسيري أن الهيئة تضع نصب عينيها المحافظة على التراث، مشيراً إلى ضرورة تكثيف الاهتمام بكافة القلاع والآثار التاريخية بالمنطقة، وقال: أتطلع إلى إقامة متاحف لحفظ التراث والاهتمام بالبيوت القديمة والقلاع التاريخية وهي مسؤولية الجميع.