كم أذهلتنا أمريكا بسحرها؛ وأنها مُتقدمة وقوّة عُظمى في جميع المجالات، لم نكن نتوقع أن نراها بهذا الضعف في التعامل مع فيروس (COVID-19) لم نتصور يومًّا أن الأسِرّة الطبيّة في سويسرا ساحرة الجمال لا تكاد تكفي سوى نسبة قليلة من سكانها، وأن ألمانيا دولة صناعة السيارات التي لا تُقهر في الدقة والمتانة لا يوجد في عدد من ولاياتها التغطية الطبيّة اللازمة، هل كنا نتوقع أن بريطانيا العظمى مهد الديمقراطية بهذا السوء في إدارة الأزمات، وأن إيطاليا بهذا الضعف في التعامل مع الأوبئة والأمراض، وأن إسبانيا التي أذهلتنا بأنديتها الرياضيّة دون نظام صحيّ فعّال، وأن فرنسا وكندا بهذا الضعف في إدارة ومواجهة هذا الوباء، فضلًا عن الصين التي كان يتنبأ لها الجميع بالريادة العالميّة كيف لم تستطع حتى الآن محاصرة هذا الفيروس. فيروس كورونا المسمى ب (COVID-19) كشف لنا حقيقة دول عظمى، ومدى اهتمامها بالإنسان، أتابع كثيرًا منذ بداية الأزمة العالمية المتعلقة بفيروس (COVID-19) ما صدر من قرارات وترتيبات في دولتنا أعزّها الله “المملكة العربية السعودية” والتي كانت قرارات استباقيّة اتسمت بالسرعة والجُرْأة، جعلت رأس الهرم في الدولة يضع الإنسان في المُقدمة، له كامل الأولويّة القصوى في سرعة اتخاذ الإجراءات الصحيّة، وما تحقق وسيتحقق من إيجابيّات بإذن الله بعد انتهاء هذه الأزمة، هناك جهودٌ وتنافسٌ كبيرٌ بين القطاعين العام والخاص في مدى الجاهزيّة والاحترافيّة في التعامل مع هذه الأزمة، بل إنني أقارن بين طريقة التعامل المتبعة في دولتنا حفظها الله وبعض الدول المتقدمة، فأجد أننا ولله الحمد متفوقون عليهم بمراحل كبيرة؛ فالقرارات التي اتخذت أثبتت للعالم مدى قوة وصلابة مؤسسات الدولة وقيادتها في التعامل والتعاطي مع الأزمات، ومن هذه القرارات: تعليق السفر ورحلات الطيران والنقل العام، إغلاق المنافذ البريّة والجويّة، تعليق الدراسة في جميع مراحل التعليم، إغلاق جميع المُجمّعات التجارية ودور السينما وأماكن المناسبات والاحتفالات، تعليق كافة المناسبات والمسابقات الرياضيّة، تعليق الحضور لمقرات العمل الحكوميّة “العمل عن بعد”، إغلاق محلات الحلاقة والتجميل، تعليق حضور الصلاة في المساجد والجوامع والحرمين الشريفين، حظر التجول، تعليق التنقل بين المدن والمحافظات والمناطق. ومن أجمل الإيجابيّات التي تجلّت في هذه الأزمة؛ وضوح مدى وعي المواطن والمواطنة، فالغالبيّة العظمى من المواطنين والمقيمين اتضح التزامهم وحرصهم على التقيّد بجميع التعليمات والقرارات التي صدرت بهذا الشأن، وهناك ظواهر إيجابيّة لا ننساها في هذه الأزمة؛ وهي حرص منسوبي الجهات المُختصة مثل وزارات: الصحة، الداخلية، الحرس الوطني، والخارجية، على أداء واجباتهم على أكمل وجه. العمل والدراسة عن بعد عنصران أساسيّان في هذه الأزمة، وهما بحاجة في المقام الأول إلى بنية تحتيّة إلكترونيّة مُتكاملة، وتدريب عملي فعّال لمُستخدمي هذه الخدمة، وقد اتضح خلال هذه الأزمة جاهزيّة الخدمات الإلكترونيّة في القطاعين العام والخاص عندما تم الاحتياج إليهما، المبادرات الوطنية التي قام بها القطاع الخاص والأفراد للمُساهمة في مكافحة هذا الفيروس ليست بجديدة في هذا الوطن الغالي، مثل قطاعات: البنوك، الضيافة، الصحة، وغيرها. أعتقد أننا نحتاج في الفترة القادمة إلى أن نخلق من خلال هذه الأزمة عددًا من المبادرات والأفكار الإيجابيّة التي تخدم الوطن وتخدم القطاعين العام والخاص، نساهم في أداء الأعمال على أكمل وجه ومنها على سبيل المثال ” تطوير التعاملات الإلكترونية”، في جميع إجراءاتنا الإدارية والماليّة والتعليميّة، يجب أن نلغي الجانب الورقي في تعاملاتنا المُستقبليّة، وألا نضطر إلى استعمال الخطابات والقرارات الورقيّة، ولدينا ولله الحمد عددٌ من الجهات الحكومية المتميّزة في هذا الجانب قضت بشكل كامل على استعمال الأوراق؛ لنساهم جميعًا في تحقيق وتطوير عدد من المبادرات الوطنية. لقد أثبتت هذه الأزمة قوة تلاحم وترابط المواطنين مع القيادة، ولنا أن نفخر بانتمائنا للمملكة العربية السعوديّة، التي أشاد بإجراءاتها القريب والبعيد، ويكفينا ثقة بأن سفراء الدول في السعوديّة يحثون مواطنيهم على عدم مغادرة السعوديّة في مثل هذه الأزمات؛ لتوفر الغذاء والدواء، وسرعة الإجراءات المتخذة لحماية كلّ من يعيش على هذه الأرض المباركة على حدّ سواء، مواطنًا كان أم مقيمًا.
– مستشار القانوني
[email protected] تابع جديد أخبار فيروس كورونا covid19 تابعنا على تواصل معنا على