أشاد الدكتور عبد الله بن أحمد المغلوث، عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، بطرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب، وهو الحدث الذي تتابعه وتترقبه الأسواق العالمية كأكبر طرح في العالم بعد شركة علي بابا؛ كون أرامكو أكبر شركات الطاقة العالمية وأكثرها ربحية في العالم حيث توفر 10% من إمدادات النفط عالميًا. وقال المغلوث في تصريحات إلى “المواطن” إن أرامكو أطلقت حوافز تتضمن منح أسهم مجانية للمواطنين، وسيحصل بعض المكتتبين السعوديين الأفراد ممن يحتفظون بملكية أسهمهم بشكل مستمر ودون انقطاع لمدة 180 يومًا على سهم مجاني لكل 10 أسهم يشترونها عند الاكتتاب بما يصل إلى 100 سهم مجاني، ويعد الاكتتاب العام الأولي لأرامكو هو الأكبر في العالم على الإطلاق، حيث تقدر القيمة السوقية بأكثر من تريليوني دولار، ويعتبر تعزيزاً لدورها المحوري في الاقتصاد العالمي. حجر زاوية في رؤية 2030: وتابع أن اكتتاب الأفراد والمؤسسات في أسهم أرامكو يبدأ 17 نوفمبر الحالي، وفقاً لنشرة الإصدار التي أعلنت عنها الشركة وتستهدف ارامكو بيع 0.5% من أسهمها للمستثمرين الأفراد في الطرح العام الأولي كحد أعلى من إجمالي أسهم الشركة، وهو ما يعني مليار سهم بناء على عدد أسهم الشركة البالغة 200 مليار سهم، وبحسب النشرة سيعلن عن السعر النهائي للطرح وتخصيص الأسهم النهائية للمؤسسات والأفراد المكتتبين في 5 ديسمبر المقبل، فيما سيرد فائض الاكتتاب – إن وجد- في موعد أقصاه 12 ديسمبر المقبل، على أن يتم تحديد عدد الأسهم المطروحة وسعر الاكتتاب النهائي بعد فترة بناء على سجل الأوامر. وشدد المغلوث على أن طرح أرامكو الأولي يعد حجر الزاوية في خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وتقليص اعتماده على إيرادات النفط، حيث تعتزم أرامكو توزيع أرباح على ملاكها بقيمة 75 مليار دولار في 2020. وتمثل توزيعات أرامكو المخطط لها في 2020 زيادة بأكثر من 29 % عن توزيعات 2018. تاريخ الشركة: وتحدث عن تاريخ أرامكو، وقال إنه يعود إلى العام 1933 عندما تم إبرام اتفاقية الامتياز بين المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال) حينها، وبدأت أعمار حفر الآبار العام 1935، وبدأ إنتاج النفط بكميات تجارية بعد ذلك بثلاث سنوات، حيث يعود اسمها الحالي إلى شركة متفرعة تم إنشاؤها في الأربعينات لإدارة الاتفاق أطلق عليها اسم شركة الزيت العربية الأميركية، وفي العام 1949 بلغ إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميًا، وفي العام 1950 أنجزت أرامكو خط الأنابيب تابلاين بطول 1212 كلم لتصدير النفط السعودي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وبعدها بحسب المغلوق ارتفع الإنتاج بشكل سريع بعد اكتشاف آبار نفط برية وبحرية ضخمة بينها حقل الغوار الذي يعتبر الأكبر في العالم، إذ يبلغ حجم احتياطه قرابة 60 مليار برميل، وحقل السفانية الذي يعتبر أكبر حقل بحري في العالم مع احتياطي قدره 35 مليار برميل. وحاليًا لدى أرامكو نحو 220 مليار برميل من احتياطي مؤكد، الثاني في العالم بعد فنزويلا، إضافة إلى 300 تريليون قدم مكعب من الغاز. وقال: اتخذت الدولة عدة خطوات لرفع جاذبية الشركة للمساهم الأجنبي، كان من أبرزها تعزيز الشفافية من خلال إعلان نتائج الشركة واحتياطاتها للمرة الأولى بصورة موثقة، ووفقًا للتقارير خفضت الدولة الضريبة على الشركة من 85% إلى 50% فقط، كما تم الإعلان عن احتياطات الشركة التي تبلغ 267 مليار برميل من النفط، وأكثر من 300 مليار قدم مكعب من الغاز، وأعلنت الشركة عن ربحيتها 111 مليار دولار صافية في العام الماضي، و47 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري و21 مليار دولار في الربع الثالث، كما لفتت الشركة إلى اعتزامها توزيع أرباح على المساهمين بقيمة 75 مليار دولار في المتوسط حتى العام 2024، وسوف يسهم بيع جزء من شركة أرامكو في زيادة الواردات على خزينة الدولة والتي من شأنها أن تساعد في إنشاء مشاريع عملاقة. 5 اعتبارات: ولفت المغلوث إلى أن هناك خمسة أمور يجب أن يضعها المكتتب الفرد في الاعتبار وهي أن أرامكو فرصة استثمارية نوعية، ويجب أيضاً عدم التفاؤل كثيراً بوضع كل الأموال لتحقيق ربح سريع بعد إدراج السهم للتداول لأنه لا يخلو أي استثمار من مخاطر تتعلق بالشركة نفسها أو السوق، ويجب أيضاً عدم الاقتراض بفوائد عالية أو الاكتتاب بموقف تمويلي عالي يجعلك تحت الضغط للبيع في حال نزول سعر السهم مع الاستعانة بالوقت في استغلال الفرصة فهناك حافز مميز للأفراد لمن يحتفظ بأسهمه لفترة 180 يوماً سيحصل على سهم مجاني مقابل كل عشرة أسهم يكتتب بها. وختم بقوله: أخيراً اكتتاب أرامكو سيعيد أفراداً كثيرين إلى منصة التداول مرة أخرى بعد أن هجروا السوق نتيجة خسائر تعرضوا لها كانت نتيجة ممارسات خاطئة.