تعقد اليوم شركة أرامكو السعودية مؤتمرا صحفيا يتوقع أن يتركز حول طرح الشركة للاكتتاب، وهو الحدث الذي تتابعه وتترقبه الأسواق العالمية، كأكبر طرح في العالم بعد شركة علي بابا، كون الشركة أكبر شركات الطاقة العالمية وأكثرها ربحية في العالم حيث توفر 10 % من إمدادات النفط عالميا. وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، قد أعلن في كلمة أمام مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في الرياض الأسبوع الماضي، أن الطرح «سيحدث قريباً، لكنه سيحدث في الوقت المناسب وبالنهج المناسب وبالتأكيد بالقرار المناسب». وأضاف «سيكون أولاً وقبل كل شيء قراراً سعودياً.. على وجه التحديد قرار الأمير محمد بن سلمان». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، السبت، عن خمسة مصادر لم تسمها، أن الإعلان عن خطة الطرح العام الأولي لعملاق النفط ربما يكون اليوم، وأضافت المصادر أن أكبر شركة للنفط في العالم ستعلن خطتها للطرح في الثالث من نوفمبر. ويعد الاكتتاب العام الأولي لأرامكو هو الأكبر في العالم على الإطلاق، حيث تقدر القيمة السوقية بأكثر من تريليوني دولار. ويعتبر طرح أرامكو الأولي حجر الزاوية في خطط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وتقليص اعتماده على إيرادات النفط. وتعتزم أرامكو توزيع أرباح على ملاكها بقيمة 75 مليار دولار في 2020. وتمثل توزيعات أرامكو المخطط لها في 2020 زيادة بأكثر من 29 % عن توزيعات 2018. ويعود تاريخ أرامكو إلى العام 1933 عندما تم إبرام اتفاقية الامتياز بين المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال) حينها. وبدأت أعمار حفر الآبار العام 1935، وبدأ إنتاج النفط بكميات تجارية بعد ذلك بثلاث سنوات. ويعود اسمها الحالي إلى شركة متفرعة تم إنشاؤها في الأربعينات لإدارة الاتفاق أطلق عليها اسم «شركة الزيت العربية الأميركية». وفي العام 1949 بلغ إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا، وفي العام 1950 أنجزت أرامكو خط الأنابيب «تابلاين» بطول 1212 كلم لتصدير النفط السعودي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وارتفع الإنتاج بشكل سريع بعد اكتشاف آبار نفط برية وبحرية ضخمة بينها حقل الغوار الذي يعتبر الأكبر في العالم إذ يبلغ حجم احتياطه قرابة 60 مليار برميل، وحقل السفانية الذي يعتبر أكبر حقل بحري في العالم مع احتياطي قدره 35 مليار برميل. وحاليا لدى أرامكو نحو 220 مليار برميل من احتياطي مؤكد، الثاني في العالم بعد فنزويلا، إضافة إلى 300 تريليون قدم مكعب من الغاز. يقع مقر الشركة في الظهران، ولديها عمليات نفطية رئيسة في الولاياتالمتحدة والصين والهند وكوريا الجنوبية والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية. وشيدت أرامكو كذلك شبكة من أنابيب النفط والمصافي داخل وخارج المملكة ووسعت وجودها في قطاع البتروكيميائيات. وفي أبريل فتحت أرامكو سجلاتها للمرة الاولى معلنة تحقيق أرباح صافية في 2018 بلغت 111,1 مليار دولار، أي بارتفاع بنسبة 46 % عن العام الذي سبق، كما بلغت العائدات 356 مليار دولار. طرح أرامكو حجر زاوية خطط ولي العهد لتنويع موارد الاقتصاد السعودي