خطت شركة أرامكو السعودية أمس، خطوتها الأولى نحو الاكتتاب العام المرتقب، في عملية بيع لجزء من أسهمها في السوق المحلية قد تكون الأكبر في التاريخ، والأكثر أهمية لخطة تنويع اقتصاد المملكة. وأكّدت أرامكو أنّها تنوي بيع عدد لم تحدّده من الأسهم في سوق المال المحلية في الرياض، واصفة الحدث بالعلامة الفارقة في تاريخ الشركة التي تضخ وحدها نحو 10% من نفط العالم. وقال بيان نشر على موقع «تداول» (السوق المالية المحلية) إنّ هيئة السوق المالية قرّرت «الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام». ومنذ بدء إنتاجها النفطي في العام 1938 عندما تم اكتشاف الذهب الأسود بكميات تجارية من «بئر الخير»، حققت شركة النفط العملاقة (أرامكو) ثروات تفوق الخيال، ونمت الشركة منذ تأسيسها لتصبح أكبر شركة طاقة وأكثرها ربحية في العالم حيث أنها توفر 10% من إمدادات النفط عالميًا وتعود على المملكة المحافظة بترليونات الدولارات. والاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقًا للأرباح على مستوى العالم، وقال ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو في بيان «يمثّل هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ الشركة، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المستدام». من جهته، اعتبر أمين الناصر رئيس أرامكو أن الشركة «تسهم بثبات في أمن الطاقة العالمي»، موضحًا أن «احتياطياتها المؤكدة من السوائل بلغت في نهاية عام 2018 أكثر من خمسة أضعاف احتياطيات شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة». ويعود تاريخ تأسيس أرامكو إلى عام 1933 عندما تم إبرام اتفاقية الامتياز بين الحكومة السعودية وشركة ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا (سوكال) حينها، وبدأت أعمار حفر الآبار عام 1935، وبدأ إنتاج النفط بكميات تجارية بعد ذلك بثلاث سنوات، أي في 1938. وفي العام 1949 بلغ إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميًا، وفي العام 1950 أنجزت أرامكو خط الأنابيب عبر ال «تابلاين» بطول 1212 كلم لتصدير النفط السعودي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وارتفع الإنتاج بشكل سريع بعد اكتشاف آبار نفط برية وبحرية ضخمة بينها حقل «الغوار» الذي يعتبر الأكبر في العالم، إذ يبلغ حجم احتياطه قرابة 60 مليار برميل، وحقل السفانية الذي يعتبر أكبر حقل بحري في العالم مع احتياطي قدره 35 مليار برميل. وفي العام 1973 شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا في ذروة حظر النفط الذي تم فرضه ضد الولاياتالمتحدة بسبب سياستها بشأن إسرائيل. واستحوذت الحكومة السعودية على 25% من شركة أرامكو لزيادة حصتها إلى 60% لتصبح أكبر شريك في المؤسسة. وبعد سبع سنوات وفي عام 1988 أصبح اسمها شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو)، وابتداء من التسعينات استثمرت أرامكو مليارات الدولارات في مشاريع التوسع الضخمة ورفعت القدرة الإنتاجية إلى نحو 12 مليون برميل يوميًا، إضافة إلى القيام بعمليات استحواذ عالمية ومشاريع مشتركة. وحاليًا لدى أرامكو نحو 220 مليار برميل من احتياطي مؤكد، الثاني في العالم بعد فنزويلا، إضافة إلى 300 تريليون قدم مكعب من الغاز.