من المتوقع الاعلان خلال ايام عن بدء تداول أسهم أرامكو وسعرها بالسوق السعودية على الطرح المقدر بنحو 2 % للمساهمين من الأفراد والمؤسسات، ومن المنتظر صدور نشرة الإصدار في التاسع من نوفمبر الحالي، بحسب ما أعلنته أرامكو،على أن تبدأ العروض الترويجية في الثامن عشر، وهناك مغريات حقيقية لحملة الأسهم، بما في ذلك منح سهم مجاني لكل عشرة أسهم يشترونها عند الاكتتاب، بما يصل إلى 100 سهم مجاني ، في الوقت الذي أكدت فيه هيئة السوق المالية وشركة تداول ، الجاهزية لإطلاق عملية الإدراج التي تتطلع إليها الأوساط المالية المحلية والعالمية ، إنعكاسا للثقة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة والاقتصاد السعودي الواعد ، كما يمثل الإدراج المحلي لنسبة من الطرح فرصة غير عادية للسوق المالية السعودية وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية، وفي هذا السياق جاء تأكيد مجلس الوزراء في جلسته أول أمس الثلاثاء أن إعلان أرامكو نيتها طرح جزء من أسهمها يعزز دورها الاقتصادي عالميا ويمثل خطوة مهمة لتحقيق رؤية 2030. ويرى أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك" أن إدراج أرامكو المرتقب سيعزز السيولة في السوق المالية السعودية، حيث إن المستثمرين العالميين يتعدون بتنافسية عالية على الاكتتاب في أسهم الشركة الأضخم عالمياً. ويتوقع المراقبون أن تحافظ أسواق النفط بدعم من المنتجين على متوسط 60 دولارا للبرميل بمؤشر تصاعدي ليتجاوز 65 دولارا في العام القادم 2020، كحد يلائم مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على السواء. ويؤكد خبراء الاقتصاد وأسواق المال، أن إدراج جزء من الأسهم في السوق السعودية، جاء في الوقت المناسب من قبل القيادة العليا، وشهدت الفترة الماضية اهتماما وتنافسا من البورصات والبنوك والمؤسسات المالية الكبرى على الإدراج، كما قامت بورصة لندن بتعديل بعض القوانين لتتلاءم مع هذا الطرح التاريخي لأرامكو لضمان أسهمها "الذهبية" مقارنة بغيرها من الشركات العالمية ، وهي القيمة المستمدة من قيمة "أرامكو" وقوتها الهائلة على الساحة النفطية العالمية، وباعتبارها إحدى أهم ركائز الاقتصاد السعودي الذي يعكس قوة المملكة ويحظى بمكانة مؤثرة وبدرجات عالية من التصنيف الائتماني. وتعد أرامكو السعودية الأعلى ربحية حيث تفوق أرباح مجموعة من الشركات العالمية العملاقة، منها "أبل" والبنك التجاري الصناعي الصيني البالغة معا 104.6 مليار دولار ، كما تفوق أكبر خمس شركات نفط في العالم مجتمعة هي "أكسون موبيل" و"شيفرون" الأمريكيتان، و"بريتش بتروليوم" البريطانية و"توتال" الفرنسية و"رويال داتش شل" البريطانية – الهولندية، البالغة أرباحها معا 80 مليار دولار. بينما تبلغ احتياطيات الشركة بنهاية عام 2018، ما حجمه 256.9 مليار برميل من المكافئ النفطي تكفي لمدة 52 عاما من العمر المتبقي للاحتياطيات الثابت وجودها، مقارنة بتسعة إلى 17 عاما لدى شركات النفط العالمية الخمس الكبرى "إكسون موبيل، شيل، شيفرون، توتال، وبريتش بتروليم". كما بلغت احتياطيات الشركة الثابت وجودها من الغاز الطبيعي بنهاية 2018، نحو 185.7 تريليون قدم مكعبة قياسية. وبلغ إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي في 2018، نحو 8.9 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم ، ومليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، إضافة إلى 0.2 مليون برميل في اليوم من المكثفات غير الممزوجة و1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي. وقالت الشركة إن الإيرادات ومصادر الدخل الأخرى المرتبطة بالمبيعات لديها بلغت 244 مليار دولار "915 مليار ريال"، فيما بلغت أرباحها الصافية 68 مليار دولار "255 مليار ريال" خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2019 ، وأكدت التزامها بتوفير توزيعات أرباح مستدامة ومتنامية على مساهميها رغم عدم ثبات أسعار النفط الخام ، وقدرت الحد الأدنى للأرباح النقدية السنوية العادية المقدرة بواقع 75 مليار دولار في السنة المالية 2020 إضافة إلى أي أرباح خاصة محتملة.