دعا مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الهيئات والمنظمات العالمية إلى الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني ودعم صمودهم، وتنمية مواردهم، وإزالة كل العوائق التي تمنع حقوقهم الآدمية الأساسية، وتحُول دون ممارسة شعائرهم الدينية، وذلك لضمان استمرار بقائهم وتجذُّرهم في القدس العربية، مع حَضِّ أصحاب القرار السياسي في العالميْن العربي والإسلامي على دعم ذلك كله، دون اتخاذ أي إجراء يضر بالقضية الفلسطينية، أو يصب في التطبيع مع الكيان المحتل الغاصب. وأكد المؤتمر، في بيانه الختامي الذي أصدره اليوم وتلاه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة التي يجب العمل الجادّ على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها وقبول عضويتها الفاعلة في المنظمات والهيئات الدولية كافة. وشدَّد البيان على أن عروبةَ القدس أمرٌ لا يقبل العبث أو التغيير، وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، ولن تفلح المحاولات في تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم. وأعلن البيان رفضه القاطع لقرارات الإدارة الأميركية الأخيرة التي لا تعدو بالنسبة للعالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، أن تكون حبرًا على ورق، فهي مرفوضة رفضًا قاطعًا، وفاقدة للشرعية التاريخية والقانونية والأخلاقية التي تلزم الكيان الغاصب بإنهاء هذا الاحتلال وفقًا لقرارات الأممالمتحدة الصادرة في هذا الشأن. وحذَّر العرب والمسلمين وأحرار العالم في الشرق والغرب، من أن هذا القرار إذا لم يسارع الذين أصدروه إلى التراجع عنه فورًا فإنه سيغذي التطرف العنيف، وينشره في العالم كله. وأكد وجوب تسخير جميع الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم الظالم لأرض فلسطين العربية. ودعا البيان حكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك السريع والجادّ لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأميركية، وخلق رأي عام عالمي مناهِض لهذه السياسات ضد الحقوق والحريات الإنسانية. وشدَّد على دعمه صمود الشعب الفلسطيني الباسل وانتفاضته في مواجهة هذه القرارات بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وحيا روح التلاحم الشعبي بين مسلمي القدس ومسيحييهم، ووقوفهم صفًّا واحدًا في مواجهة هذه القرارات والسياسات والممارسات الظالمة. وأكد البيان وقوف الجميع مع الفلسطينيين حتى يتحرر القدس، مطالبًا بمواصلة "الهبَّة" القوية التي قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية وأحرار العالم، للضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار المجافي للشرعية الدولية. وحيَّا البيان الموقف المشرِّف للاتحاد الأوروبي وكثير من الدول التي رفضت القرار الأميركي بحق القدس، وساندت الشعب الفلسطيني، مؤكدًا دعم مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسي عن القدس يُدرَّس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر؛ استبقاءً لجذوة قضية القدس في نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لها في ضمائرهم، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم في الدول العربية والإسلامية وفي سائر بلدان العالم، وجميع الهيئات والمنظمات الفاعلة، إلى تبني مثل هذه المبادرة، ودعم وثيقة الأزهر عن القدس الصادرة في 20 نوفمبر 2011، التي شدَّدت على عروبة القدس. وحَثَّ البيان عقلاء اليهود للاعتبار بالتاريخ، الذي شهد على اضطهادهم في كل مكان حلّوا به إلَّا في ظل حضارة المسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية. واعتمد البيان اقتراح الأزهر أن يكون عام 2018م عامًا للقدس، ودعا كل الشعوب بمختلف مرجعياتها وهيئاتها ومؤسساتها إلى تبنِّي هذه المبادرة؛ خدمة لقضية القدس بمختلف أبعادها. وقرَّر البيان تشكيل لجنة مشتركة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة في هذا المؤتمر لمتابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع ومواصلة الجهود في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة وبخاصةٍ قضيَّة القُدس، وعرضها في المحافل الدوليَّة الإقليميَّة والعالميَّة كافة.