أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول عبدالرحمن بن صالح البنيان، أن قوات التحالف العربي في اليمن مكنت الحكومة الشرعية من استعادة 85% من الأراضي اليمنية مشيرا إلى الدور الإنساني الذي يقوم به التحالف. وقال رئيس الأركان في اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان في الدول أعضاء التحالف لدعم الشرعية في اليمن والذي عقد في الرياض اليوم إن التحالف العسكري لدعم الشرعية في اليمن عازم على إيقاف الممارسات التي بدأت ولا تزال ميليشيات الحوثي تمارسها على الحكومة الشرعية وقطع أذرع التمدد الإيراني في المنطقة وحماية خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وأشار إلى أن التدخل العسكري في اليمن جاء مواكباً ومتزامناً مع صدور القرار الأممي 2216، الذي يلزم ميليشيات الحوثي بالكف عن العنف وسحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، والامتناع عن استفزاز وتهديد الدول المجاورة، والتوقف عن تجنيد الأطفال واستغلالهم في العمليات العسكرية، منتهكين بذلك أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني. وأضاف رئيس الأركان: كما لا يخفى عليكم جميعا تهديد تلك الميليشيات للمملكة بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين بالصواريخ البلاستية والاعتداءات المتكررة على مرافق الحياة المدنية في جنوب المملكة ما عرضنا لخسائر عديدة في الأرواح والممتلكات وكل ذلك يحدث بمباركة ودعم وتمويل إيراني لامحدود. ونوه البنيان بجهود ودور دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن فيما يتعلق بالعمل العسكري والإنساني داخل اليمن بهدف نصرة الشعب اليمني الشقيق والوقوف إلى جانبه، مستعرضاً بعض نتائج العمل المشترك بين دول التحالف، التي يبرز منها في بناء الجيش اليمني والأجهزة الأمنية مما مكنها اليوم من تنفيذ العمليات العسكرية داخل اليمن، لافتاً الانتباه إلى أن قوات التحالف والجيش اليمني ينفذون العمليات العسكرية بكل احترافية، متوخين الدقة الضامنة لحماية المدنيين وما يتفق مع القانون الدولي والإساني وفق قواعد الاشتباك. وأشار معاليه إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث الذي يراقب العمل العسكري، لا سيما وأنه يعمل وفق آليات متطورة ومدروسة، ويتكون من قانونيين وقضاة من دول التحالف، استفادوا من خبرات دولية صديقة أميركية وبريطانية، وخضعوا لدورات مكثفة في معاهد عليا قانونية، وباتوا يملكون الخبرة الكافية لتقييم الحوادث جراء العمليات العسكرية بشكلٍ دقيق وموضوعي. وقال : “أعلنا في قيادة التحالف عن قبولنا بالنتائج التي توصل إليها فريق التقييم، وسيجري تقديم التعويضات المناسبة فيما يتعلق بالحالات التي تثبت أن الخطأ أو القصور انتاب بعض العمليات العسكرية المنفذة في اليمن، إلى جانب الاهتمام في تطوير قواعد الاشتباك وفقا للدروس المستفادة من نتائج تحقيقات الفريق”. وتابع قائلاً : “إن دول التحالف تبذل جهوداً كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية وتعامل بشفافية مع جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات هيئات الأممالمتحدة وتمكينها من تنفيذ مهام الإنسانية النبيلة داخل اليمن، من خلال مد جسور الأعمال الإغاثية والإنسانية من جميع دول التحالف دون استثناء، التي كانت ولا زالت تسهم في دفع عجلة السلام وبناء ورفعة اليمن وشعبه الحبيب، ما مكن الحكومة اليمنية من استعادة السيطرة على 85%، من البلاد وممارسة صلاحياتها في المناطق التي يسودها الأمن والأمان لتؤدي دورها المناط بها في خدمة الشعب اليمني المكافح”. وأكد أن الشعب اليمني الشقيق استطاع في المناطق المحررة من العيش في سلام وممارسة أعماله اليومية وحياته الاجتماعية رغم صعوبة وشح الإمكانات المتوفرة، إلا أن قيادة التحالف مصممة على تمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على كامل الأراضي اليمنية بعون الله ومساندتها بما يحقق أمن الممرات البحرية والبيئة الإقليمية في المنطقة. وثمن رئيس هيئة الأركان في ختام كلمته العمل الذي تقوم به قيادة القوات المشتركة ودورها العملياتي الحالي وجهودها المتناغمة مع جميع عناصر القوى الوطنية ودول التحالف لتحقيق الغاية المنشودة. تجفيف منابع الشر وفي كلمة لوزير الخارجية اليمني الأستاذ عبدالملك المخلافي قال : إن تحالف الدول الداعمة للشرعية اليمنية يزداد إصراراً على إنقاذ اليمن وتجفيف منابع الشر، مبيناً أن الحوثيين فرضوا الحرب في اليمن باقتحامهم العاصمة صنعاء منذ ثلاث سنوات. وأوضح المخلافي أن التحالف العربي استعاد حوالي 80% من الأراضي اليمنية بتضحيات الجيش اليمني وضباط دول التحالف. وأكد معاليه أن ميليشيات الحوثي تنتهك الدستور وتنفذ الأجندة الإيرانية في اليمن، مبيناً أن مشروعهم طائفي إيراني مسير، ومستشهداً بمد إيران للميليشيات بالصواريخ البعيدة المدى في محافظة صعدة. وطالب معالي وزير الخارجية اليمني بممارسة ضغوطات حقيقية وفعالة على إيران التي تزعزع أمن المنطقة، مبيناً أن المشروع الإيراني سينكسر بسبب رفض الشعب اليمني وشعوب العالم للانقلابات. وأعلن معالي وزير الخارجية اليمني تمسك الشرعية اليمنية بالمبادرات الخليجية والقرارات الأممية بشأن اليمن، داعياً إلى دعم جهود الأممالمتحدة كمسار وحيد لتحقيق السلام ومنع هذه الميليشيات التي استولت على 70% من موارد اليمن. دور مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية من جهته نوّه وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر في كلمته خلال الاجتماع بدور مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية، في رفع الكثير من المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني حالياً، جراء الفوضى التي تمارسها ميليشيات الحوثي وصالح على الأراضي اليمنية. واستعرض معاليه جملة من الانتهاكات الإنسانية التي لا زالت تقوم بها هذه الميليشيات في اليمن، مثل تجنيد الأطفال، وزرع الألغام، التي تجاوز عدد المكتشف منها حتى الآن 5000 لغم تقريباً، مستهدفين بها أبناء اليمن الذين طالتهم المعاناة والأمراض على خلفية هذه الانتهاكات الحوثية. وشكر عسكر في ختام كلمته دول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، على دعمها الكبير للشعب والشرعية في اليمن. عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة المغلقة لأصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة بدول التحالف.