حملت السعودية واليمن النظام الإيراني مسؤولية التمادي في تسليح الانقلابيين لإطالة أمد الأزمة اليمنية. واتهمت السعودية طهران بالوقوف خلف استهدافها بالصواريخ الباليستية عبر دعمها لميليشيات الحوثي وصالح، وسعيها لتغيير وجه اليمن بتهريبها للأسلحة، مخترقة القرارات الدولية في ذلك، وأكدت على تعاملها الجاد مع تحديات الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، كما أعلنت اليمن على لسان وزير خارجيتها عبدالملك المخلافي أن إيران باستمرارها في دعم الانقلابيين بالسلاح حولت محافظة صعدة إلى بؤرة لزعزعة أمن المنطقة، مطالبا بمنع وصول الميليشيات إلى الضفة الشرقية من باب المندب. وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لدى افتتاحه اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة في دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن أمس (الأحد) بالرياض، عن نهب الميليشيات الحوثية وصالح أطنانا من المساعدات التي تصل إلى ميناء الحديدة، إضافة لمهاجمتها أكثر من 65 سفينة و124 قافلة إغاثية وأكثر من 600 شاحنة مساعدات. وشدد الجبير على أن التحالف العربي يزداد إصرارا أمام كل انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح لإنقاذ اليمن وتجفيف منابع الشر والإرهاب، قائلا: «عندما نتحدث عن اليمن وتحالفنا لدعم شرعيته، علينا أن نتذكر حرب هذه الميليشيات ضد استقرار هذا البلد واختطافهم له، وما فعلوه من جرائم بحق الشعب اليمني، وتعديها على أمن جيران اليمن، خصوصا السعودية والإمارات، وتهديدهم المتواصل لأمن المنطقة، وأن هذه التصرفات اختطفت إرادة الشعب وفرضت الخيار العسكري بعد تجاوزات مستمرة وتعديات لم تتوقف». وأكد الجبير في كلمته أمام 13 دولة عضوا في التحالف العربي أن ميليشيا الحوثي وصالح تجاوزت وتطاولت باستهداف المسجد الحرام في مكةالمكرمة بالصواريخ في استفزاز لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، وحرمت أكثر من 4.5 مليون طفل يمني من التعليم، وانتهكت الطفولة وتسببت بالفقر والجوع والمرض. مضيفا أن الميليشيات جندت آلاف الأطفال في صفوفها واستهدفت المدن والمدنيين ودمرت المنازل وزرعت الألغام الأرضية مما تسبب في خسائر بشرية مؤلمة. وعن حلول الأزمة اليمنية أكد وزير الخارجية دعم بلاده المساعي الدولية التي يقودها مبعوث الأمين العام، مشددا على ضرورة الحل وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، مضيفا أن السعودية ستواصل مساندتها للشعب اليمني كما كانت دوما. وقف انهيار الدولةبدوره، ذكر وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن أولى نتائج عمليات التحالف في اليمن وقف انهيار الدولة اليمنية، مؤكدا أنه بفضل عمليات التحالف استعادت الشرعية 80% من الأراضي اليمنية، لافتا إلى أن رسالة الحكومة الشرعية والتحالف منذ البداية هي رسالة سلام. وأشاد المخلافي بدور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجهود دول التحالف ودورهما الكبير في اليمن. في المقابل، أكد رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق الأول الركن عبدالرحمن البنيان أن ميليشيات الحوثي وصالح تهددان السعودية بالصواريخ الباليستية الممولة والمدعومة من إيران. وشدد أن عمليات التحالف العربي تتوخى الدقة لحماية المدنيين في اليمن، معلنا أن غاية التحالف العربي النهائية عودة الاستقرار إلى اليمن. وقال البنيان «إن تكاتف دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن عسكريا وإنسانيا في نصرة الشعب اليمني الشقيق تمثل في بناء الجيش اليمني والأجهزة الأمنية، مما مكنها اليوم من تنفيذ العمليات العسكرية داخل اليمن، ومن المعلوم أن العمليات تنفذ بكل احترافية، متوخين الدقة حماية للمدنيين وما يتفق مع القانون الدولي والإنساني وفق قواعد اشتباك واضحة ومحددة، ونتابع ذلك، ويراقبه الفريق المشترك لتقييم الحوادث وفق آليات متطورة ومدروسة، والذي يتكون من قانونيين وقضاة من دول التحالف استفادوا من خبرات دولية صديقة أمريكية وبريطانية ودورات مكثفة في معاهد عليا قانونية، وتم الإعلان عن عدد من قضايا التحقيق، وأعلنا في قيادة التحالف قبولنا بها وسيجري تقديم التعويضات المناسبة». واختتم «نتطلع من خلال هذا الاجتماع إلى توحيد وتنسيق الجهود المشتركة في المجالات كافة لتحقيق الغاية النهائية بعودة الاستقرار لليمن والمنطقة بتعاون جميع عناصر دول التحالف المشاركة من قوات برية وبحرية وجوية ومعلوماتية للدفع بمزيد من النجاحات لتحقيق النصر». يذكر أن الاجتماع شهد عقد جلسات مغلقة امتدت 40 دقيقة، تم فيها استعراض ثلاثة تقارير عن الأوضاع السياسية والعسكرية والإنسانية في اليمن.