تابع العالم على مدار الأيام الماضية، الاستفتاءَ الشعبي الذي أجراه برلمان إقليم كردستان على الاستقلال النهائي عن العراق، والذي انتهى بالتصويت بنعم بنسبة تجاوزت 92%، وهو الأمر الذي ظهر العالم متحدًا على رفضه، استنادًا إلى مبدأ الحفاظ على وحدة بلدان منطقة الشرق الأوسط، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها. وعلى الرغم من حالة التوحد التي ظهرت جلية في الاجتماع العام لمنظمة الأممالمتحدة في نيويورك خلال الأيام القليلة الماضية، على رفض إجراء استفتاء شعبي على قرار انفصال كردستان عن العراق، فإن دولة وحيدة كانت مؤيدةً لهذا الإجراء، والذي اعتبرته تعبيرًا شعبيًا عن رغبات الناس في الإقليم. “ليس لنا أصدقاء سوى الجبال وإسرائيل”، كانت هذه العبارة التي صدرت عن أحد الأشخاص في إقليم كردستان، دليلًا واضحًا على العلاقة الوثيقة السرية التي تجمع الإقليم بتل أبيب، لاسيما وأن التحالف المفتوح مع الدولة اليهودية محرما بالنسبة لمعظم بلدان الشرق الأوسط، الأمر الذي أجبر الجانبين على أن تبقى صداقتهما سرًا. وسلطت صحيفة “فوروارد” الأميركية المعنية بالشأن اليهودي، الضوء على ظهور رئيس الحكومة اليهودية بنيامين نتنياهو ليؤكد دعمه لإقليم كردستان، ليظل الوحيد في العالم الذي يجهر بذلك صراحة، وأرجعت الصحيفة الأميركية هذا التقارب العاطفي بين اليهود والأكراد يأتي على أساس تاريخي وملامح ثقافية تم تشكيلها على مدار آلاف السنين. وقالت الصحيفة إن الشتات الذي صاحب اليهود على مدار آلاف السنين، يمثل حالة شبيهة للأكراد الذين يعيشون في 4 بلدان متفرقة هي سورياوالعراق وإيران وتركيا، وهو الأمر الذي يجعلهم أكبر جنس عرقي بلا موطن موحد، غير أنهم يتعاملون كمواطنين مستقلين في تلك البلدان. وذكرت الصحيفة أن التاريخ المماثل هو الحلقة الجامعة بين اليهود وإقليمك كردستان العراق، والذي يمثل انفصاله عن بغداد بداية لإمكانية مطالبة باقي الأكراد البالغ تعدادهم 22 مليون في الدول الأربع بالانفصال عن بلدانهم الأصلية، وإن كان السوريون هم الأقرب لتنفيذ ذلك، حيث يعانون منذ سنوات عديدة من غياب الاستقرار والأمان في بلادهم.