ربما يكون استفتاء انفصال إقليم كردستان هو المرة الأولى التي يعلن فيها إقليم أو منطقة الاستقلال عن دولته دون وجود مؤيد واحد على الأقل، خصوصًا من دول الجوار. يقع إقليم كردستان في الأراضي العراقية، وتحيط به ثلاث دول، إذا ما اعتبرنا العراق دولة حدودية باعتبار ما سيكون، وهذه الدول إضافة إلى العراق هي تركياوإيران والثلاثة يشتركون في معارضة الاستفتاء وانفصال إقليم كردستان. الرفض التركي العراقيالإيراني لعملية انفصال إقليم كردستان قد يجعل المولود الجديد محكومًا عليه بالموت، ويذكرنا بتجربة قبرص الشمالية حيث لم تعترف أي دولة في العالم بها سوى تركيا. انفصال إقليم كردستان عن العراق يحمل تهديدًا للأمن القومي العربي وللمنطقة، ويشتت جهود الحرب على الإرهاب ويعيد إلى الأذهان مخطط تقسيم الوطن العربي وتفتيته إلى دويلات صغيرة متناحرة. من خارج الوطن العربي توجد دولتان تعارضان بشدة وتشتركان حدوديًّا مع إقليم كردستان، وهما: إيران التي أغلقت مجالها الجوي، وتركيا التي أغلقت الحدود البرية الأمر الذي يلقي بظلال من الشك حول مستقبل إقليم كردستان المستقل. تركيا التي أكدت أمس على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم أنها ستحاسب كل من يصر على انفصال إقليم كردستان بغض النظر عن نتائج الاستفتاء الذي أجري اليوم. تركياوالعراق أعلنتا أن استقلال كردستان لن يكون وسيلة لحل أي مشكلة للإقليم، بل سيؤّدي إلى تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار وغياب السلطة، وزادت العراق أن الأمر مرتبط بقضايا الفساد وتورط مسؤولين كبار في الإقليم في الحصول على مخصصات بيع النفط. أما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فيرفض تفرد أربيل بقرار يمس سيادة بلاده ووحدة الوطن العربي، داعيًا إلى تسليم النقاط الحدودية للسلطة المركزية في بغداد متوعدًا مواطني العراق من أبناء الإقليم الذين أجروا الاستفتاء وأشرفوا عليه بالعقوبات. وكان استفتاء إقليم كردستان قد شهد حضورًا كثيفًا ومشاركة واسعة بلفت 78% وفق تقديرات هيئة الانتخابات التابعة للإقليم، فيما لم تعلن بعد أية نتائج أو مؤشرات، لكن التوقعات تشير إلى تأييد أغلبية المشاركين لانفصال إقليم كردستان عن العراق بشكل تام وإعلان دولة كردية تضم كردستان ومناطق الأكراد داخل العراق.