للحذاء ومكانه ومكانته رأيٌ مميز عند الأديب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد، فقد تعددت استعمالاته السياسية بتعدد الأفكار والإيدلوجيات، لكنها كانت كلها تستعمل الحذاء بشكل أو بآخر. فلا خلاف في رأي العقاد بين الأنظمة الشمولية لأنها جميعاً تدوس كرامة الإنسان. أو لا تقيم وزناً أو حجماً لحرية الإنسان: فالشيوعية، تجعل الإنسان حذاء للمجتمع، والنازية تجعل الشعب حذاء للحاكم، والوجودية تجعل الكون كله حذاء للإنسان. لذا فهو ينتهي إلى التساؤل: «ما الذي يساويه أي إنسان حتى يضع الكون كله في جزمته؟» وأقوم حالياً بإعداد كتاب عن الحذاء ومكانته عند العرب .. وأبحث للكتاب عن عنوان يتناسب مع هذه المكانة والمقام الرفيع الذي جعل الحذاء ملتصقاً بقيم لا يعرفها إلا العرب وحدهم من بين سائر الأمم. هذا الحذاء الذي كانت عليه نهاية بعض الشخصيات السياسية مثل شجرة الدر، وبداية كثير من الأنظمة السياسية في عالمنا العربي فيما يُعرف بحكم العسكر .. أو «حكم البسطار»، كما يعرفونه في بعض الأدبيات عند إخوتنا في الشام. وهو نفس الحذاء الذي خلعه الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الستينيات وضرب به طاولة الوفد السوفيتي عندما انتقد رئيس الوفد الفلبيني ما وصفه سياسات استعمارية سوفيتية. وهو نفس الحذاء، أو البسطار، الذي عرض أحد رجال الأعمال العرب، مبلغ عشرة ملايين دولار مقابل شرائه عندما وجَّهه الصحفي منتظر الزيدي إلى الرئيس بوش، في زيارته الأخيرة لبغداد. - إنها قصة الحذاء أحاول أن أُخرجه من رأس الإنسان العربي وأضعه في عقله ... فربما عندها نستطيع أن نُحسن التفكير..!! #نافذة: مع انحدار ألفاظ بعض الكُتاب والمعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي حسبت أن حذاء»منتظر الزيدي»أخطأ رأس بوش ودخل أفواههم...!! [email protected]