** لو كان الرئيس الأمريكي " جورج بوش " يعرف انه سيكون في مرمى حذائي الصحفي العراقي " منتظر الزيدي " يوم الأحد 14 ديسمبر 2008 لكان قد " نسي " تماما مغامرته الاخيرة , بزيارة العراق , ولكان قد خرج " على المعاش " مكتفيا بما تحت يديه من نقمة واسعة من كثيرين من سكان هذا العالم , اما وقد غامر بجولته البغدادية المشئومة , فقد أضاف لسجله الشخصي عارا , لن يمحوه الزمن لفترة طويلة , على طريقة " بيدي لا بيد عمرو " فوق الهزيمة النفسية التي اظن انها ستظل رفيقة حياته التقاعدية . ** وجورج بوش ( 62 عاما ) هو الرئيس الأمريكي الثالث والأربعون , منذ ال 20 من يناير 2001 .. وحاكم ولاية تكساس سابقا , والذي أعيد انتخابه لولاية ثانية لمدة أربع سنوات في عام 2004 , هو في الاصل رجل أعمال في مجال شركات النفط ، وأسرته سياسيون بارزون , فهو ابن الرئيس السابق جورج بوش الاب ، والأخ الأكبر لحاكم ولاية فلوريدا جب بوش، وحفيد عضو مجلس الشيوخ برسكت بوش , وقد تربى بوش في بيئة مسيحية إنجيلية محافظة , كاحد أشد المدافعين عنها و يعتبرها ركيزته الشعبية , مما جعله و الكثير من كوادر حزبه يرون الحرب على العراق أمرا إلهيا . ** ويعتقد المراقبون ان فترتيه الرئاسيتين كانتا من اكثر الايام شؤما في تاريخ بلاده , فخلال فترة حكمه تعرضت امريكا لموجة من هجوم بالطائرات المدنية المختطفة , وكان ذروة الحدث ما حل بنيويورك في هجوم الطائرات الذي نسب إلى تنظيم القاعدة على برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 ، حيث راح ضحيته كثير من المدنيين ، وأعلن بعدها ما اسماه بالحرب ضد الإرهاب . كما تعرض بوش لمحاولات اغتيال و ضرب في 2005 , عندما القى مواطن جورجي، قنبلة يدوية باتجاهه ، وقد سقطت القنبلة دون ان تنفجر على مسافة 30 مترا, بينما كان يقف خلف زجاج مضاد للرصاص .. لكن الحادثة الأكثر دويا , تظل ما فعله به الصحفي العراقي الزيدي مؤخرا . ** اللافت في حكاية حذاء منتظر الزيدي , ان الكاميرات لم تتبين نوع الحذاء , وهو " يطير " باتجاه " بوش " ، دون ان يصيبه , سوى معلومة سريعة من الرئيس بوش نفسه , تقول أن الحذاء مقاس عشرة , وهو يعادل في مقاسات العرب "الأوروبية" 44 .. فكيف عرف المقاس بتلك السرعة ؟ اهو نوع من التخمين او نوع من الحدس , ام انها حبكة دبلوماسية ذاتية , ل " لملمة " الموقف ومحاولة تحجيم اثره , خصوصا وقد اردف الرئيس بوش , بان الزيدي : " قام بذلك من اجل لفت الانتباه إليه .. ولم اشعر بأي تهديد .. وهذه أمور تحدث عندما يكون هناك حرية.." !! . ** حكاية الحذاء هذه اعادة لذاكرة العالم اشهر قصة , ففى يوم 12 أكتوبر عام 1960 وخلال الجلسة التحضيرية ال 902 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ظهر السكرتير الأول للحزب الشيوعي فى الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خورشوف، وهو يضرب بحذائه على منصة الأممالمتحدة ، اعتراضاً على الخطاب الذى ألقاه رئيس الوفد الفليبيني ، الذى أكد فيه تأييد بلاده استقلال دول أوروبا الشرقية عن موسكو «التى تم ابتلاع (حقوقها) من قبل الاتحاد السوفيتي» على حد وصفه. ** ربما تبقى حكاية " الحذاء " والرئيس بوش والصحفي الزيدي دهرا بين مد وجزر , كل يوظفها بطريقته .. لكن الاكيد انها ستظل عبرة - لاولي الالباب في كل مكان !! . [email protected]