قال قاضي التحقيق العراقي ضياء الكناني أمس لوكالة فرانس برس ان الحذاء الذي ألقاه الصحافي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأميركي جورج بوش "تم تمزيقه" اثناء تحليله بحثا عن مواد متفجرة قد يكون يحويها. وقال قاضي التحقيق المكلف قضية الصحافي منتظر الزيدي "ارسلنا طلبا الى اجهزة الأمن لتلقي اغراض منتظر الزيدي وهاتفه وحذائه فارسلوا كل شيء باستثناء الحذاء". وأضاف انه "تم تمزيق الحذاء بالكامل من قبل بعض الخبراء الأمنيين العراقيين والأميركيين لغرض التفتيش والبحث عن مواد او متفجرات قد يكون يحويها". ورأى ان غياب الدليل الرئيسي في هذه القضية لن يحول دون مواصلة التحقيق. وقال القاضي "كنت افضل ان يكون (الحذاء) في حوزتنا كدليل في الملف، لكن بما ان منتظر الزيدي اعترف بفعلته وان مشاهد التلفزيون تؤكد الأمر، فيمكن ان يأخذ التحقيق مجراه". وعلق محامي الصحافي ضياء السعدي لدى الاطلاع على محضر استجواب موكله على مصير الحذاء فانتقد تدميره مشيرا الى ان اصواتا ارتفعت للمطالبة به في العالم العربي. وقال "ان الحذاء اتخذ قيمة كبيرة واضحى رمزا للمقاومة بنظر العراقيين. هذا الحذاء كان رمزاً". إلى ذلك، تظاهر نحو 200صحافي وناشط سياسي أمام مقر نقابة الصحفيين وسط العاصمة المصرية القاهرة أمس حاملين "أحذية" تضامنا مع الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش بزوجي حذائه خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ببغداد الأحد الماضي. وانتقد المتظاهرون اعتقال الزيدي وطالبوا بإطلاق سراحه حاملين صورا له ولافتات بعضها تهكمية، منها لافتة كتبوا عليها "الأنظمة العربية تمنع تصنيع الأحذية عيار 44"، في إشارة إلى مقاس حذاء الزيدي. وردد المتظاهرون شعارات تهاجم سياسات الولاياتالمتحدة. ومن هذه الشعارات:" قول يا حسين، قولي يا بهية، اسم الزيدي ألف تحية". كما شارك في التظاهرة عدد من المواطنين العراقيين المقيمين بالقاهرة. وقال النائب والصحافي المصري مصطفى بكري خلال مشاركته في التظاهرة إن الزيدي استطاع في دقائق معدودة أن يحدث نقطة تحول في الشارع العربي كله. وأضاف بكري: "الزيدي استطاع أن يثبت للعالم أن المقاومة باقية حتى لو كانت بالأحذية". ومن جانبه، قال صلاح عبد المقصود عضو مجلس نقابة الصحافيين إن النقابة المصرية مستمرة في تضامنها مع الصحافي العراقي، معتبرا أن الزيدي "رد على الراكعين والمنبطحين للأعداء ليؤكد أن واجب الصحافي ليس الكتابة فقط". في الرباط، تشكلت لجنة مغربية لمؤازرة الصحافي العراقي منتظر الزايدي. وتشكلت النواة الأولى للجنة من عدد من المحامين المغاربة على رأسهم النقيب السابق عبد الرحمن بن عمرو وعبد الرحيم الجامعي، والنقيب عبدالرحيم بن بركة إلى جانب محامين آخرين بينهم خالد السفياني، رئيس المؤتمر القومي العربي، ومصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي. وطالبت اللجنة، في أول بيان تصدره بالإفراج الفوري عن الصحافي العراقي وبمحاكمة ومعاقبة من عرضوه للضرب والتنكيل على مرأى ومسمع من العالم أجمع. كما ناشدت اللجنة "كل أحرار العالم" لتشكيل لجان لمؤازرة الصحافي العراقي وحملت مسئولية كل أذى قد يصيب الزيدي لبوش وإدارته ولحكومة المالكي بالعراق. من جانبه، أكد مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة تضامنه مع الإعلامي العراقي منتظر الزيدي، مطالبا السلطات العراقية بالإفراج الفوري عنه تماشيا مع الديمقراطية التي وعدت بها وتنادي بها أيضا السلطات الأمريكية. وحمل المجلس في بيان أصدره أمس "الخميس" السلطات العراقية مسؤولية كافة الاعتداءات التي تعرض له الزيدي ونتج عنها اصابته بكسر في مؤخرة رأسه وذراعه وإصابات بعينيه. وقالت مشيرة ابوغالي رئيس مجلس الشباب العربي:إن ماقام به منتظر الزيدي كان عفوياً "ويعبّر عن ملايين العراقيين الذين يريدون" إذلال الرئيس الأمريكي جورج بوش لما قام به على مدار ثمانية أعوام، هي فترة حكمه، من الزهو المزيف والتكبر المفتعل والكبرياء المسرحي دمر فيها شعب بأكمله بأسباب واهية كذب بها على العالم لتحقيق مصالح شخصية وانتصار وهمي. واصفة التصرف الذي قام به الزيدي تصرفاً بطولياً ردا للكرامة العربية وتصرفاً يندرج تحت تصرفات التعبير عن الرأي امام ديكتاتورية السيطرة على الحريات. وناشدت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى راعي الشباب العربي بأن يتدخل لدى الحكومة العراقية للإفراج الفورى عن الإعلامي منتظر الزيدي انطلاقاً من تفهم ظروف ومشاعر الغضب ومعاناة القهر الذي يعيشه هذا الشاب في بلده المحتل كما هي معاناة الملايين من العراقيين. كما طالبت أبو غالي في الوقت نفسه الأممالمتحدة، وهي تحتفل بمرور ستين عاما على الاعلان العالمي لحقوق الإنسان واتخذت شعارها لعام 2008"الكرامة والعدل لنا جميعا"، بأن تتدخل وفق ما يتضمنه الاعلان العالمي لحقوق الإنسان بإيقاف كافة الانتهاكات غير الإنسانية ضد الشعب العراقي وأن تتدخل لتقدير تصرف الإعلامي منتظر الزيدي بأنه أحد تصرفات التعبير عن الرأي والرفض لكل ممارسات الهيمنة والاحتلال للشعب العراقي. ونوهت أبو غالي بتوصيف القضاء العراقي للتهمة الموجهة للزيدي بشكل لا يتناسب والتصرف الذي قام به الزيدي، معربة عن اعتقادها بأن السلطات العراقية ستنتقم من تصرف الزيدي ولن تترك الأمر لمحاكمة عادلة تحكم على قدر المظلمة. وناشدت أبوغالي اتحاد المحامين العرب بسرعة التحرك تجاه ما ينسب للزيدي من اتهامات غير صحيحة، مشيرة الى أن موقف السلطات العراقية يتنافى مع ما صرح به الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش بأنه لا يكن أي مشاعر سلبية إزاء الحادث. وطالبت الشباب العربي بكل انحاء العالم التضامن مع الإعلامي الشاب منتظر الزيدي الذي أراد أن يعبر عن اعتراضه وغضبه تجاه الاحتلال والهيمنة الأمريكية، فعاقبته الحكومة العراقية بتهمة محاولة قتل رئيس عراقي أو أجنبي.