دائمًا ما ننتقد الجهات الخدميَّة، عندما نرى تقصيرًا، أو تعقيدًا في الخدمات التي تقدِّمها، ونطالبها بتقديم أفضل الخدمات، وهذا حقٌّ مشروعٌ لكلِّ مواطن أن يحصل على خدمات أفضل، وسواء هذه الجهات استجابت لمطالبات الناس ونقدهم أم لا، فإنَّنا نحاول أن نوصل صوتنا لهم بكل الطرق المشروعة، ولكن هل ما نقوم به يوميًّا في الشارع، أو في العمل، أو المدرسة، أو السوق يستحق النقد؟. فالممارسات اليوميَّة للناس في هذه الأماكن تستحق أن يسلط عليها الضوء، فالكثير منها ممارسات خاطئة تحتاج للنقد والتوجيه، فلقد أصبحت سلوكًا يوميًّا يمارسه الكثير دون اكتراث، وكأنَّه سلوك صحيح، وللأسف أصبحت هذه الممارسات الخاطئة عادةً يوميَّة لدرجة أن الناس ألفتها واعتادت عليها. فتجد سائق السيارة عند الإشارة يأتي من أقصى اليمين ليتَّجه يسارًا، فيوقف السيارات التي خلفه دون إحساس بالمسؤوليَّة، ويعطِّل الآخرين بطريقة استفزازيَّة، وكأنَّه في الشارع لوحده، ودون مراعاة لمشاعر الآخرين الذين ينتظرون بالدقائق أمام الإشارة، وآخر يلقي بالمناديل، والعلب الفارغة وسط الشارع، دون احترام، مع أن هناك أماكن مخصَّصة لها، وأن الشارع ليس مكبًّا للنفايات. وفي المستشفى عندما يحجز موعدًا قبل أسبوع، ويأتي في وقته المحدد، ويجد مَن يدخل قبله، وبدون حجز؛ بسبب معرفته لموظف الاستقبال، أو للطبيب، أو عندما يذهب لمراجعة معاملة في إدارة حكوميَّة، ويتعدَّى طوابير الانتظار ليدخل لموظف يعرفه لينهي معاملته قبل الآخرين. وفي الأسواق عندما يبيع سلعة مقلَّدة على أنَّها أصليَّة، أو يعلن عن تخفيضات موسميَّة، ويبيعها بنفس سعرها السابق، أو يعلن عن جوائز لتصريف سلع منتهية الصلاحيَّة، ليستغل حاجة الناس في تصريف بضاعته. هناك ممارسات خاطئة كثيرة نمارسها في حياتنا اليوميَّة دون أن نواجه أيَّ ملاحظة، أو نقد، أو توجيه حتَّى أصبحت سلوكًا يوميًّا، يجب أن لا نقبل هذه الممارسات منا أو من غيرنا ونرفضها، فسنتضرر منها يومًا «ما» كما تضرر منها غيرنا، فلو التزمنا بالأنظمة ومراعاة مشاعر الآخرين، لما شاهدنا هذه الممارسات التي تحتاج إلى جهود كبيرة من المجتمع لرفضها وتوعية من الجهات الحكوميَّة، ومن وسائل الإعلام. t:@Sahfan_Press [email protected]