لا يوجد اليوم حديث يعلو على ما قامت به أمانة محافظة جدة خلال الفترة الماضية، من إغلاق مجموعة كبيرة من المطاعم والاستراحات في المحافظة، حيث شنّت حملة شعواء على عدد من المطاعم الشهيرة، شملت مطاعم واستراحات الأسماك بمنطقة ذهبان، ومطاعم شهيرة بأحياء راقية، نتج عنها إغلاق عدد كبير منها، نظرًا لاستهتارها بصحة المستهلك، في ظل ضعف الرقابة التي جعلتهم يتمادون في سوء الخدمات المقدمة. ولا نريد أن نكدر فرحتنا بهذه الحملة الجميلة، ونقول أين كنتم فيما مضى عن هذه المطاعم والمحلات؟ ولكن نعتبرها خطوة إيجابية من الأمانة تشكر عليها، ولو أنه من صميم عملها، ولكن مثل ما ننتقدها عندما تقصّر فيجب أن نقدم الشكر لها عندما تعمل، ونتمنّى أن تستمر هذه الحملات طوال العام، ولا تكون لفترة معينة ثم تتوقف، فمثل هذه المطاعم والاستراحات لن تتوانى في العودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه، عندما ترى أن الحملات توقفت، فهي لا يهمها صحة أحد، إنما همّها الأول الحصول على أكبر قدر من المكاسب. وكما هو معروف إن الخدمات التي تشرف عليها الأمانة لها علاقة مباشرة بالمواطن والمقيم في أموره الحياتية اليومية، لذلك هي مطالبة أن تشمل حملاتها كافة الخدمات، ولا تقتصر على المطاعم والاستراحات، ومحاسبة كافة المستهترين بصحة الناس ومصالحهم، ومعاقبتهم أشد العقوبة، وفرض الغرامات المالية الكبيرة لأن (من أمن العقوبة أساء الأدب). يجب أن تشمل الحملات القادمة البوفيهات التي تقدم السندوتشات والعصائر، فما يجري في هذه المحلات أكثر سوءًا ممّا يجري في المطاعم، فالعصائر مغشوشة وتخزن لأشهر، ومنتهية الصلاحية، والوجبات رديئة، والنظافة معدومة، والعاملون غير مؤهلين، والمحلات غير مهيأة، وأتوقع لو قامت الأمانة بهذه الحملة ستغلق كافة البوفيهات في جدة، وأتمنى أن تعجل في حملتها فخطر هذه البوفيهات على صحة الناس أكثر من خطر المطاعم، لأن عددَ مَن يرتادها يوميًّا أكثر وخاصة الأطفال. أمانة جدة بهذه الحملات استطاعت أن تكسب رضا المواطن وتفاعله معها، وعليها أن تواصل ما بدأته في هذا القطاع، وأن تشمل حملاتها القطاعات الأخرى، حتى يشعر الناس أن الأمانة حريصة على صحتهم ومصالحهم، وهذا الدور الذي يجب أن تقوم به الأمانة حتى تكسب ثقة الناس وتقديرهم. [email protected] t:@Sahfan_Press [email protected]